الجمعة 08 نوفمبر 2024

الفتاة والذئاب البشرية بقلم فارس عزيز الحسيني

موقع أيام نيوز

فَتاةٌ عِشرينيَّةٌ في طَريقِها إِلى البَيتِ _ في ساعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنَ اللَّيلِ _ في بُستانٍ تَنبَحُ فِيهِ الكِلابُ بِأصواتٍ عالِيَةٍ بَثَّتِ الخَوفَ في أعصابِها ، فَوَقَفَتْ تَنتَظِرُ رَجُلًا لِكَي يُوصِلَها إلى بَيتِها ، فَمَرَّ بِها جَماعَةٌ مِنَ الشَّبابِ يَقدِمُهُم رَجُلٌ كَهْلٌ ، فَنادَتْهُ بِصَوتٍ مُتَضَرِّعٍ :

__ يا عَمُّ :  أنا خائِفَةٌ من أسرابِ الكِلابِ الَّتي تَعتَرِضُ طَريقي إلى بَيتي ؛ فَهَل لَكَ أن تُرافِقَني حَتَّى أَجتازَ هذهِ الكِلابَ السَّائِبَة   ؟!
فَابتَسَمَ ذلكَ الرَّجُلُ الكَهْلُ  و قالَ :

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

__ طَبعًا !

فَشَكَرَتْ شَهامَتَهُ، وَ سارَتْ إلى جانِبِهِ ، وَ بَعدَ دَقائِقَ من سَيرِهِمْ قالَ لها __ بلَهجَةٍ مُريبَةٍ ، اقشَعَرَّ جلدُها مِنها  __ :

__ ما الَّذي يَجعَلُ فَتاةً جَميلَةً مِثلَكِ تَخرُجُ في هذه السَّاعَةِ المُتَأخِّرَةِ مِنَ اللَّيل بِمُفرَدِها ؟! لا بُدَّ أنَّكِ امرَأةٌ سَيِّئَةُ السُّمعَةِ ، وَ كُنتِ في مَكانٍ مَشبُوهٍ !

فَأَخَذَ الشَّبابُ الَّذينَ مَعَهُ يَضحَكُونَ ، بِصَفاقَةٍ ، وَ قالَ أحدُهُم :

__ التِفاتَةٌ ذَكِيَّةٌ !

فَصاحَتْ بِهِ - بِحَنَقٍ - :

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

__ أرجُوكُم  لا تُسِيئُوا  ظَنَّكُم  بِيَ ؛ فَأنا بِنتُ أكارِمَ وَ أكابِرَ ، وَ قَد كُنتُ في المُستَشفى مَعَ أبي المَريضِ الَّذي لَيسَ لَهُ سِوايَ  ، وَ قَد جِئتُ لِأَخذِ بَعضِ أغراضِهِ مِنَ البَيتِ !

فَقالَ لَها  ذلِكَ الرَّجُلُ الكَهْلُ __ وَ هُوَ يَحدِجُها بِعَينينِ مُحمَرَّتَينِ __  :

__ مَهمَا كانَ أمرُكِ ، فَأنتِ الآنَ غَنِيمَةٌ لي !
وَ هَجَمَ عَلَيهَا مُنقَضًّا يُريدُ اغتِصابَها ، وَ تَجريدِها مِنْ ثِيابِها ،  وَ قَد تَحَلَّقَ حَولَها الشَّبابُ لِيَحبِسُوها في دائِرَةٍ مِن أجسادِهِم  ، فَأخَذَتْ تُقاوِمُهُ وَ هِيَ تَصرُخُ :

__ أردتُكُم  أن تَحمُوني مِن الكِلابِ ، فَهاجَمتُمُوني يا ذِئاب !

وَ راحَ  ذلكَ الكَهْلُ يُصارِعُها لِيَطرَحَها أرضًا  وَ ينالُوا  وَطَرَهُم  مِنها ، حَتَّى هَجَمَتْ عَلَيهِم  الكِلابُ السَّائِبَةُ بِشَراسَةٍ ؛ فَاهتَبَلَتِ المَرأةُ الفُرصَةَ فَفَرَّتْ مِنهُم  ، وَ هِيَ تَسمَعُ تَأوُّهاتِهِم  من عَضَّاتِ الكِلابِ الهائِجَةِ ! 
.................
في صَباحِ اليَومِ التَّالي حَمَلَتْ تِلكَ الفتاةُ  لَحمًا كَثِيرًا وَ أَخَذَتْ تُلقِيهِ لِلكِلابِ السَّائِبَةِ __ امتِنانًا لَها __ وَ هي تُنشِدُ :

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

١. أَلا إِنِّي  نَجَوتُ مِنِ اغتِصابِ

؛ فَشُكرًا ألفَ شُْكْرٍ  لِلكِلابٍ !

٢. سَأشكُرُ ما حَييتُ،وَ لا أُجازي ،

كِلابًا أنقَذَتْنِي مِنْ ذِئابِ !

٣. مِنَ الكَهْلِ الَّذي رامَ اغتِصابِي

يُعاوِنُهُ لَفِيفٌ مِنْ شَبابِ !

٤. عَدَا ذِئبٌ  عَلَيَّ يُريدُ عِرضِيْ

لِيَسلُبَ عِفَّتي شَرَّ استِلابِ !

٥. وَ ما كُلُّ الذِّئابِ لَها عُواءٌ

وَ نَهْشُ مَخالِبٍ ،أو عَضُّ نابِ

طَلَبتُ حِمايَةً مِنهُ ، وَ لكِنْ

طَلَبتُ الماءَ مِنْ عِندِ السَّرابِ !

أَرادَ مَهانَتي في كَسْرِ وَجهي

سَعى لِيَدُسَّهُ تَحتَ  التُّرابِ !

وَ لِي شَرَفٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنِّي

فَدُونَ ضَياعِهِ قَطْعُ الرِّقابِ ! 
...........
وَ مُنذُ ذلكَ اليَومِ ، أصبَحَتْ تَعتَنِي بِالكِلابِ ، وَ تُطعِمُها وَ تُأويها ، حَتَّى وَفاتِها في التِّسعينَ مِن عُمُرِها ، وَ قَد أوصَتْ أولادَها وَ أحفادَها بِالعِناية بِالكِلابٍ السَّائِبَةِ  من بَعدِها في آخِرِ عِبارَةٍ لَها !
...................
* مِنْ تأليفي الخالِصِ نَثرًا وَ شِعرًا ./ أخوكم : د. فارس عزيز الحسيني.