امرأة لا تخشي الوداع للكاتبة مروة احمد
عليها
أحدا ! يوميا تعيد على قلبها تلك الكلماتثم
تستدرج إلى هذا الحوار في كل مرة علها تسمع
ما يهدئ من قلبها المضطرب وتعود لنفسها
من جديد بنفس النتيجة وباتفاق أخير أنها
لن تستدرج لمثل هذا النوع من الهزل .إلى أن
وصلت في هذه اللحظة أنها لم تعد تستطيع أن
تفصل بين الجد والهزلتدور بعقلها مفردات
تلك الجملة مرة بعد مرة وهو يقول أنه سيظل
وأن لم يظهر لها أو ال تعلم !! أي شخص الذي
يتحمل ذلك وأى مقابل هذا الذي يجعلها تقبل
أن يعجب بأخريات ويالطفهن بعلمها أو بدون
ألم يغير الزمن شيئا بعد كل هذه السنوات
بالرغم أنها ترى حبه لها وحنان قلبه وكرمه
معهاولكن ..حين تصطدم بتلك الجمل ال
يمكنها التمييز بين الهزل والجدالقرارات
وهو يتابع كل حرف مما سجلته جميلة بينما
يحبس أنفاسه وهو يتابع الكلمات القادمة وقلبه
ممتلئ بالرغبة الصادقة في احتواءها واالعتذار
لهافي هذه اللحظة أن كان ما سمعته حقيقيا
فسأغادر بهدوءفقد سئمت التنمر على قلبي
المتعب .في الكون متسعا لناوهناك الكثيرات
غيري ممن يتحملن ذلك المزاح البغيض بصدر
شرد جال بعد قراءته قرارها األخير وأدرك أن
هذه هي الحاله التي ذهبت بها إلى المطبخ
قبل أن ټجرح يديها وهي شاردة أو مأخوذة كليا
في عالم من أمواج األفكار المتالطمة في رأسها
المشوش وقلبها المتعب أنا السببهكذا نطق
بها جال مؤنبا نفسهذهب ليلقي نظرة عليها
ووجدها ما زل
ت في نومها العميقوقد أوشك
المحلول على نهايتهجلس بجوارها يفكر
في المطبخفماذا عن چرحى أنا لها أنا من
جرحها بسهام كلماته وهو يمزح وأتيت ألوقظ
هذا الچرح من جديدبرغم أنها ذكرت مرارا
أنها ال تفضل هذا المزاح اقترب منها يتفحص
النبض ودرجة الحرارةيبحث عن أي أشارة
لعودة وعيها حتى يعتذر لها عما بدر منهفهو
حتى وان لم يخنها فعليا فقد فعلها لفظياحينما
عليهاكانت جميلة تحاول في تلك اللحظة أن
تفتح عينيها بصعوبةأمسك يدها وقبلها هامسا
في أذنيهاأنا بجوارك يا جميلتى..كما كانت
تحب ان يناديهاثم أكمل
_أسف لقد كنت السبب في كل ما مررت به
اآلنكان مزاحا ثقيا وأعدك أنني لن أكرره
أطمئنى فأنا ال أري في الدنيا غيركوعذرا ألنها
تعلمين ذلكأنا حقا ال أريد سواك.
قطة قصيرة
كانت نانسي الفتاة ذات الستة عشر ربيعا تسير
متدثرة بمعطفها يلفح البرد وجهها وحبيبات
المطر بدأت تتساقط على شعرها ونظارتها
كانت تفكر هل سيسعفها الوقت لتصل إلى
منزلها قبل انهمار المطر ام تحاول أستقالل سيارة
أجرة لنقلها سريعا هذه المسافة القصيرةحينما
اصطدمت قدماها بشيء هالمي توقفت لتنظر
ماذا قد أصاب حذائها في تلك اللحظة غير
المناسبة على اإلطاق لتجد عينين رماديتين
متشبثتان بهانظرت نانسي ولم تستطع أن ترفع
عينيها عن نظرات هذا الكائن الصغير وبدون
مقاومة اقتربت منها وأخرجت من حقيبتها
منديا وأمسكت بهذا الشيء المصنوع من
الفرو ظلت تتأملها للحظة وهى ال تدرى ماذا
ستفعل بهاشعرت بهذا الكائن يرتجف بين
أصابعها من البرودة ولكنها تحرك رأسها على
معطف نانسي باطمئناناتخذت نانسي قرارها
باصطحاب ذلك الكائن الصغير إلى المنزل
كانت تعلم أنها ستقابل رفضا شديدا من قبل
والديهاألنهما ېخافان عليها بشده فهي أبنتهما
الوحيدةاألمر الذي جعلهم يقيدونها في أمور
كثيرةمثل أن يكون لديها الحرية في أختيار
أصدقاء وتكوين صداقاتذلك األمر الذي لم
ينجح حتى اآلن رغم محاوالتها الكثيرة ولكنها
تنتهي بالفشل دائما بسبب تدخات والدها
ووالدتها .ولكنها قررت أخيرا أن تمنح هذا
الكائن الصغير فرصةوضعت خطة لدخولها
المنزل تعتمد على االتجاه بهدوء إلى غرفتها
مباشرةثم حينما يأتي الصباح ستذهب بها
إلى الطبيب البيطري حتى يفحصها ويعطيها
التطعيمات الالزمةاآلن عليها أن تتحرك سريعا
من هذا المكانفقطرات الماء أصبحت أسرع
وبحجم أكبرطلبت من صديقتها الصغيرة إال
تصدر صوتاوبشكل ما فهمتها واستجابت لها
وضعتها نانسي في جيب معطفها وبدأت تسرع
خطواتها ثم قامت بالوثب هذه المسافة بجوار
أصوات وأضواء السيارات ..كانت تشعر بالبهجة
الول مرة واكنت تعلم أن هذه المنحة بسبب هذا
المخلوق الصغير.
الدخول
كانت أبواب المنزل موصده ولكنها استعملت
المفتاحواكن هناك ضؤا خاڤتا في الردهة
فهذا هو وقت راحة والدهاوهو وقت ممارسة
والدتها لشغفها في صنع الحلوى والمخبوزات
ماما اآلن في المطبخهذا جيدهكذا حدثت
نفسهايمكننا يا صغيرىت أن نعبر للداخل
بأمانولكن قبل أن تنهى كلماتها !! تسللت
رائحةالكيك المخبوز إلى ذلك األنف الصغير
الجائعفأصدرت مواء تطلب من ذلك الطعام
الشهىأرتبكت نانسي واستطاعت ان تهدئ
من قطتها بكلمات وحراكت مبهمةولكن
كانت قد خرجت والدتها من المطبخ ترحب بها
وتسألها كيف كان طريق عودتها في هذا الجو
الباردحاولت نانسي جاهده أن تبدو هادئة
قائلةأنا ..أنا بخير تماما يا ماماتنظر حولها
متسائلههل مازال أبي نائما
أجابت األم
تعلمين أن والدك يستيقظ على رائحة المخبوزات
اللذيذة وهى لم تخرج من الفرن بعد كادت
نانسي أن تسمع صوت الكائن الصغير مرة أخرى
فمرت سريعا أمام والدتها قائلةعذرا أمي لقد
أبتل معطفي بسبب المطر وأريد أن ادخل غرفتي
ألغير مالبسي حاال.
أجابت األمحسنا حبيبتي ولكن ال تتأخري
على موعد الكيكسأمنحك نصف ساعة فقط.
نانسي
أشكرك يا أمي دخلت نانسي غرفتها وأغلقت
الباب بإحكام ثم استردت أنفاسهاظلت
لدقيقتين تتنفس بعمقأخرجت صديقتها
الصغيرة وبدأت بتمشيط شعرها القصير وتنظيفها
وتجفيفهاكانت تندهش من قصر ذيلها وقصر
أقدامها وصغر كل شيء بها إال العينين الرماديتين
الواسعتيننظرت لها نانسي بابتسامة رضا