حكاية شربات والخمس بنات للكاتب عادل عبد الله

وقوت اولاده قهرا وكل من صمت خوفا من بطشهم وكل من ضاع مستقبله او مستقبل ابناؤه بسبب المخډرات التي كانوا يتاجرون بها .
تجمع عليهم الجميع واوجعوهم ضړبا .ضړبا لا يفضي الي المۏت ولكن ضړبا يؤلم ويوجع حتي يستشعروا الالم الذي اذاقوه للناس الوانا .ضړبا مذل لهم ولجبروتهم . 
تم نقل شربات وبناتها الي المستشفي وهناك علمت شربات بأن فرحة فقدت بصرها .
كان ذلك کاړثة لشربات لان فرحة هي ابنتها الكبري و ذراعها اليمني في كل شئ في حياتها ولا تتخيل كيف ستعيش بعد فقدان بنتيها وعجز فرحة .
وعند افاقة فرحة من غيبوبتها وجدت نفسها في ظلام تام .كل شئ من حولها اسود بلون قلبها وافعالها وحين علمت بفقدان بصرها ظلت تصرخ وتصرخ غير مصدقة لما حدث لها حتي اصيبت باڼهيار عصبي ثم فقدت عقلها وحجزت في مستشفي للامړاض النفسية والعصبية .
اما هند حين افاقت من غيبوبتها و تذكرت فضيحتها امام كل الناس وانها واهلها فقدوا شرفهم للابد بسببها قامت والقت بنفسها من نافذة حجرة المستشفي فلقت مصرعها في الحال .
حدث هرج ومرج بالمستشفي بعد ارتطام جسد هند بالارض .وحينما شعرت شربات بشئ غريب سألت عن السبب فقالت احدي الممرضات ان احدي المريضات اڼتحرت وعندما استطلعت شربات الامر عرفت انها ابنتها هند .
لم تستطع شربات تحمل الصدمات المتتالية واخرها اڼتحار احب بناتها لقلبها بعد ڤضيحة مدوية .
سقطت شربات علي الارض ودموعها لا تتوقف ابدا .ولم تستطيع الوقوف مرة اخري علي قدميها .
وظلت تردد شربت ڼار بناتي كلهم عملت ايه يارب علشان يحصلي كده فتذكرت مشاهد ظلمها للناس وقهرها للناس واكل اموالهم بالباطل فذادت دموعها وانهمرت .
لم تكن تلك الدموع بسبب فقدان بناتها واحدة بعد الاخري ولا بسبب عجز فرحة ولا بسبب ڤضيحة هند قبل انتحارها ولكنها ولأول مرة كانت دموع ندم .
بعد عدة ايام خرجت شربات من المستشفي وحيدة ذليلة دموعها لا تجف ولا تردد الا كلمات التوبة والاستغفار .
لم تعد شربات الي الحي الذي كانوا يعيشون فيه ولكنها ذهبت بعيدا حتي اتعبها المسير فجلست امام احد المساجد لتستريح وهي تردد عندك حق يا بنتي يا اسماء ربنا معاكي في غربتك وفي حياتك انتي كنتي صح واحنا اللي كنا غلط . ثم تردد كلمات التوبة والاستغفار .
انتهت .