رواية كاملة للكاتبة سهام العدل مكتملة لجميع فصول ...( وصمة الحزن والۏجع )
يقول بصوت احتد فجأة وأنتي وجودك هنا مجرد وقت ولحد ما الوقت ده يعدي ملقيش غلطة ف أي حاجة وقومي فذي اغسلي هدومي دي ونشفيها واكويها ونضفي أوضتي دي هنزل نص ساعة اطلع الاقي كل حاجة خلصانة فاهمة
أومأت برأسها وقالت حاضر
تركها وخرج من المنزل بينما نهضت هي بتثاقل تدخل غرفته التي كان من المفترض أنها ستجمعهما سويا ولكن بمجرد دخول انكمش جسدها فزعا من ذكرى تلك الليلة الأولى لها في هذا المنزل ولكنها تغلبت على ذلك ودلفت تفتح خزانة ملابسه تجمع المتسخ لتغسله استوقفها رائحة عطره التي تفوح من ملابسه وذلك القميص الذي رأته به يوم أن قابلها ليحدد معها موعد التقدم لوالدها فرت الدموع من عينيها وهي تتذكر البهجة والحيوية والنشاط الذين كانوا يميزوه بخلافه وسامته وجمال ملامحه وما أصبح عليه الآن من شحوب وجه وانطفاء جمال عينيه وانكسارهما وظهور الهالات التي تحيط بها والحزن الذي كسي وجه وأنها السبب في ذلك أخذت الملابس وجلست على الفراش تبكي بشدة فهي ظلمته وظلمت نفسها في تلك العلاقة المؤذية لكليهما وما عليها سوى أن تتحمل غضبه بجميع أشكاله حتى تنتهي تلك الفترة فهي المتسببة فكل ذلك الڠضب والحزن.
نظر لها مبتسما ثم أعاد النظر إلى الطريق وقال لها ولا يهمك يا حبيبتي أهم حاجة طمنيني على يمني عاملة ايه دلوقتي لأني كنت مستعجل معرفتش انزل أشوفها
ردت عليه هي أخيرا بدأت تتقبل الوضع وتقف على رجليها لأن يوسف محتاج أما يفوق يلاقيها جمبه
اعتدلت ياسمين ونظرت له وقالت فعلا ۏفاة أمه صدمة كبيرة بس المهم دلوقتي يفوق عشان الدكاترة تطمن على نجاح العملية
ابتسم لها مراد وقال هيفوق طول مايمني جمبه ومعاه هو كان بيتمني رجوعها وأما يحس بوجودها هيتمسك بالحياة
هزت رأسها بموافقته وقالت فعلا يامراد ويمكن ده كمان سبب عڈاب يمني إنها نفسها أن الزمن يرجع وتعرفه أنها بتحبه ومسامحاه بس دي إرادة ربنا وله في ذلك حكم
أجابها آسر بصوت خاڤت عاملة ايه ياياسمين ومراد والولاد عاملين إيه
شعرت بالقلق من نبرة صوته فأجابته كلنا بخير ياحبيبي.. أنت اللي عامل ايه وسدرة عاملة ايه صوتك ماله كده
تنهد ثم رد عليها محتاج اتكلم معاكي شوية بعيد عن أي حد مخڼوق وعايز اتكلم معاكي
تملك الخۏف منها قلقا عليه فقالت تمام ياحبيبي عشر دقايق وهكون في الأتيليه نقعد سوي شوية ونتكلم
أجابها بهدوء تمام وأنا كمان هروح على هناك على طول وأغلق الخط.
عندما أغلقت الهاتف سألها مراد أتيليه إيه اللي رايحاه إحنا مش رايحين البيت
زفر مراد ولم يرد عليها وغير اتجاه سير السيارة حتى يوصلها إلى المكان التي تريده وهو في داخله بدأ ينفذ صبره مرة أخرى فلقد عادت في تقصيرها تجاهه وتجاه أولاده وهو يتغاضي عن الكثير حتى لا يختلق المشاكل ولكنه يرى أن الجميع يشاركوه فيها بشكل مبالغ حتى كاد أن ينفجر.
تمسك يده الموصلة بالأسلاك والخراطيم وهي تبكي.. تنظر لرأسه الملفوفة بالضمادات ووجهه الملئ بالخدوش وقلبها ېحترق عليه لم تصدق أن لحظة تفرق في حياتنا وأن كل منا من الممكن أن يفقد عزيز دون أن يخبره كم هو غال عليه كم يحبه ويخشي فقدانه فالدنيا مهما طالت قصيرة وتغدر في لحظة لتحرمنا من أحبة سكنوا قلوبنا وأصرت الحياة