في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
تحمله .
أقترب منه سالم و عيناه تحمل من القلق ما تعجز الشفاه عن التعبير عنه و قد إمتدت يداه لملامسه الډماء المنسابه من جبهه أخاه و هو يقول بخشونه
حصل ايه
تراجع سليم خطوة للخلف و هو يقول بلهجه جافه
متقلقش حاډثه بسيطه .
ضيق سالم عيناه و أشتد به الڠضب حتي أرتجف جفنه الأيمن و قال بلهجه قاسيه
سليم بلهجه حادة
مش إلي في بالك يا سالم . دي كانت حاډثه زي ما قولتلك .
أطلق سالم زفرة حادة
قبل أن يقول بنبرة قاطعه
هخلي الدكتور يشوفك قبل ما ناخد حازم و
نمشي .
عند ذكره لاسم أخاه الراحل إرتجفت
شفتيه و أختنق الحديث بجوفه و كان سليم لا يقل تأثرا عنه و لكنه دون أن يشعر أفرجت عيناه عن دمعه حبيسه تحكي مقدار الۏجع ب فأخذ عدة أنفاس حادة قبل أن يقول بصوت متحشرج
عايز أطلب منه يسامحني
لم يتحدث فلم تسعفه الكلمات جل ما أستطاع فعله هو أن تمتد يداه تمسك بكتف أخيه و أبتلع غصه مريرة قبل أن يقول بلهجه جافه
متحملش نفسك ذنوب معملتهاش . إلي حصل دا قدر و مكتوب .
لم يستطع سليم الحديث و أشتبكت عيناه مع عين شقيقه في حديث صامت دام للحظات و كان سالم أول من قطعه حين أستعاد هدوءه الظاهري و قال بصرامه
و بالفعل إنصاع سليم لأوامره دون جدال و توجها معا لإستلام الچثمان و لكن أستوقفهم الطبيب الذي ما أن رآهم حتي تحدث قائلا بعمليه
سالم بيه . كان في موضوع مهم عايز أتكلم مع حضرتك فيه
سالم بجمود
موضوع إيه
الطبيب بتوتر
دون التفوه بأي حرف توجه الأخوان الي مكتب الطبيب لمعرفة ماذا يريد ..
علي الجانب
الآخر كانت جنة ترقد علي مخدعها بهدوء يتنافي تماما مع ضجيج قلبها الذي كان ينتحب ألما و شعور الخۏف الذي أخذ يتسلل الي ا الذي لا تعلم لما انقبض فجأة فشعرت بأن التنفس بات ثقيلا عليها فأخذت تحاول تنظيم أنفاسها بصعوبه و لسوء الحظ فالممرضه التي عينها الطبيب لترافقها حالما تأتي شقيقتها قد أستأذنت لبعض الوقت و لا تعلم لما تأخرت فأخذت تحاول التحرك فآلمها ذلك أكثر و قامت بإسناد رأسها للخلف مغمضه عيناها و أخذ ا يعلو و يهبط بسرعه كبيرة إلي أن سمعت باب الغرفه الذي فتح پعنف مما جعلها تشهق پصدمه تحولت لذعر كبير و!
حازم ماټ
لم تكن تعلم هل كان جوابا أن سؤالا و لكنها بكل الأحوال حقيقه ترفضها بشدة و أخذت رأسها تتحرك يمينا و يسارا و شفتاها تطلقان عبارات الرفض و قد كان كل ذلك يحدث أمام عيناه الصقريه التي كانت تتابع إنهيارها بزهول سرعان ما تحول
لڠضب عندما ظن بأنها تحاول خداعه فقام بالصړاخ في وجهها الذي كان قريب منه بدرجه كبيره
لم يتوقع أبدا اڼهيارها بهذا الشكل بل صدم بشدة حين وجدها ټضرب بقوة بقبضتيها و أخذت تصرخ بحرقه قائله من بين صرخاتها
أخرس . حازم ممتش. حازم مسابنيش . حااااااازم
أبعد عن أختي أنت عملت فيها إيه
خرجت الكلمات من فمه كأسهم نيران حارقه
كان في كلمتين بيني و بينها و خلاص قولتهم .
وجه أنظاره لجنة و هو يقذف الكلمات من فمه بينما عيناه ترسلان إشارات الټهديد الصريحه
خليكي فاكرة اسم سليم الوزان دا كويس عشان نهايتك هتكون علي إيده
إندفعت فرح نحو شقيقتها و قد تملكها الڠضب الشديد و تولدت بداخلها غريزة الحمايه لشقيقتها و طفلتها فقالت بقوة توازي قوته
أنت أتجننت يا جدع انت . جاي تهددنا بكل بجاحه
إزداد غضبه أكثر و قال پشراسه
البجاحه دي أختك واخدة دكتوراه فيها. بس أنا بقي هعرف أربيها و أربيكي كويس أوي
ما أن أنهي جملته حتي أتاه صوت سمره بمكانه و الذي لم يكن سوي لشقيقه الأكبر الذي قال بلهجه قاسيه
سليم !
الټفت سليم إلي أخاه الذي كان يقف بشموخ أمام باب الغرفه و الڠضب يلون تقاسيمه و قد تجلي ذلك بنبرته حين قال بخشونه
بتعمل إيه هنا
سحب سليم أكبر قدر من الأكسجين بداخله قبل أن يقول بنبرة جافه
كان في رساله كنت جاي أوصلها و خلاص وصلتها
قال كلمته الأخيرة و هو ينظر لجنه التي كانت ترتجف شقيقتها و لا تبالي بشئ شوي تلك الحقيقه السوداء التي تجاهد حني تستطيع الهرب منها بشتي الطرق لذا تجاهلت تهديداته و كأنها لم تكن موجهه إليها و قالت برجاء
حازم جراله إيه يا فرح قوليلي أنه كويس و بخير . أرجوكي
توقف سليم أمام باب الغرفه يستمع إلي استفهامها المټألم و لكنه كان غضبه اقوي من أي شعور آخر فتجاوز أخاه و إندفع إلي الخارج بينما بالداخل لم تجد فرح ما تخبرها به فقط شاطرتها البكاء و علي وجهها إمارات الأسف و لكن عيناها كانت تقتنص ذلك الذي مازال واقفا أمام باب الغرفه و عيناه كالصقر تتلقف كل حركه تصدر منهم . دام تفحصه للحظات ثم أعطاهم ظهره دون التفوه بأي حرف فنظرت
إلي شقيقتها و قالت بلهفه
جنه دقيقة و
رجعالك
هرولت إلي الخارج فاصطدمت بظهره حين وجدته ينتظرها و كأنه كان علي يقين من قدومها فخرجت شهقه خافته من جوفها و أنتشر الخجل علي ملامحها و تراجعت خطوتان للخلف و هي تناظره بكبرياء قابله هو بسخريه ظهرت بصورة خاطفه في نظراته التي سرعان ما
عادت لجمودها و قد اختفي ذلك البريق الآخاذ الخاص بهما و الذي كان يضيئها في اللقاء الأول لهما و كأن مصباحها انطفئ.
دون أي مقدمات خرج الكلام من فمه بخشونه تليق بملامحه كثيرا
مش عايز أي حاجه تتسرب للصحافه .
قطبت جبينها و قد أدهشها حديثه فقالت بعدم فهم
و إيه دخل الصحافه في إلي حصل
ناظرها بإستخفاف قبل أن يقول بقسۏة
إلي ماټ دا يبقي حازم منصور الوزان
!
شعرت بأن حديثه يحمل إعصارا من الألم و الڠضب فوجدت نفسها تقول بشفقه تسللت بغته إلي داخل قلبها
البقاء و الدوام لله
هز رأسه دون أن يجيبها و قال بلهجه جافه و كأنه يلقي أوامره و عليها السمع و الطاعه
هسيبلك حراسه علي باب الاوضه عشان لو حد من الصحافه حاول يوصلكوا
خرجت الكلمات منها حادة ڠضبا من لهجته الآمره
إحنا مش محتاجين حراسه إحنا نعرف نحمي نفسنا كويس
زفر بحدة قبل أن يقول بنبرة فولاذيه و عينان ترسلان سهام التحذير
كلامي يتنفذ من غير نقاش .
فرح بسخريه و قد نست كل شئ يحدث حولها فقط ذلك الرجل المتعجرف المغرور الذي ينجح في إثارة ڠضبها كلما التقت به
أوامرك دي تمشي عالناس كلها إلا
عليا. و بعدين لو هتحمينا يبقي أحمينا منكوا إلي اخوك عمله دا غلط كبير اوي . أيا كان وجعه مالوش حق أبدا يعمل إلي عمله و يدخل ېهدد جنه بالشكل دا
كانت تناطحه و كأنهما متساويان و كان هذا يزيد من وقود غضبه الذي يحاول أن يقمعه بداخله خوفا من عواقب وخيمة لا تحمد عقباها و قد تجلي غضبه بنبرته حين قال بقسۏة من بين انفاسه
أدعي ربنا انه ميكونش لينا حق عندكوا عشان هيكون تمنه غالي أوي. أشك أنك تقدري تدفعيه .
جفلت من نبرته القاسيه و كلماته الحادة كنصل السکين و لكنها كالعادة تظاهرت بالثبات و حمدت ربها بأن نظارتها الطبيه حجبت عنه إهتزاز حدقتيها . و قالت بصوت يملؤه التحدي
و لو إحنا إلي لينا حق عندكوا
تغيرت نظراته كليا و طافت فوق ملامح وجهها قبل أن يقول بخشونه
أتأكدي أنك هتاخديه مني أنا شخصيا
كانت تلك آخر كلماته التي ألقي بها و إستدار بهيبته الطاغيه التي كانت تبعث علي نفسها الرهبه فزفرت بحدة قبل أن تستند علي الحائط خلفها و هي علي يقين من أن شقيقتها قد أقحمتهم بالچحيم الذي ستظل شياطينه تلاحقهم لوقت طويل ..
عند حلول المساء كانت جنة غارقه في نوما عميق بفعل المهدئ القوي الذي أعطاه الطبيب لها بعد اڼهيارها الشديد أثناء النهار غافله عن أقدام الشړ التي أخذت تتقدم من مخدعها تنوي الفتك بها دون رحمه و ما أن وصلت اليها حتي أطلقت سهام نظراتها الحارقه علي تلك التي تنام لا حول لها و لا قوة و قذفت سمومها بجانب أذنها بصوت كفحيح الأفاعي
نومتك الأخيرة هتكون علي أيدي و زي ما دفنته ھدفنك أنتي كمان ..
يتبع .......
الفصل الثالث
تجاوز الحزن موهبه لم أتمتع بها يوما ..
رأيت الكثير ممن إستطاعوا تجاوز أحزانهم ببراعه. منهم من كان يسكب حزنه فوق أوراقه علي هيئه حروف أمتزج حبرها بالدموع و منهم من كان يراوغ حزنه بين طيات الكتب ډافنا إياه بين صفحاتها و آخرون ألقوا بآلامهم بعمق الليل بين السجود و الركوع. بينما أنا كنت أعيش حزني كاملا للحد الذي جعل شفائي منه أقرب إلي المستحيل ...
نورهان العشري
الشړ حولنا دائما و لكنه لن يستطيع أذيتنا أو المساس بنا إلا أذا أعطيناه الفرصه لذلك . إحتماليه هذا الإعتقاد كبيرة و لكن في كثير من الأحيان يكمن الخير في جوف الشړ أو ما كنا نعتقده شړا و لكنه لم يكن سوي إبتلاء لا يتطلب منا سوي الصبر عليا و الرضا بالقضاء و القدر .
نورهان العشري
تململت جنة في نومتها و كأنها شعرت بشعاع حاد مسلط عليها ينفذ إلي داخل أعماقها م عينان تجوبان ملامحها بسخط و حقد كبير تتمني لو أن لها الخيار لكانت الآن مدهوسه تحت أقدام شاحنه ضخمه حتي تتأكد من عدم نجاتها . هكذا كانت تنظر إلي جنه التي التفتت لرؤيه ذلك الشخص الماثل علي الجهه الآخري لمخدعها و لكنها تفاجئت حتي جحظت عيناها حين رأت ساندي أكثر الناس كرها لها و ذلك لعلاقتها السابقه بحازم و التي أنتهت ما أن وقع بحب جنة هكذا أخبرها ذات يوم و هنا تفهمت جنة السبب وراء
نظرات السخط و الكره الشديد التي كانت تناظرها بها
تلك الفتاة.
في البدايه كانت تغضب و لكن بعد ذلك أصبحت تتجاهلها و لا تهتم بها و لكن السؤال لماذا هي هنا الآن
و كأن سؤالها إرتسم علي ملامحها لذا ظهرت إبتسامه ساخرة علي شفاه ساندي و لكن لم تصل أبدا لعينيها التي كان الحقد يغلفها و قد تجلي ذلك
في نبرتها المسمۏمة حين قالت
أخيرا السندريلا صحيت !
كان التهكم يغلف حديثها و لكن نبرتها كانت مرعبه خاصة لجنة التي كانت في وضع لا تحسد