رواية ولها في ظلامها حياة بقلم دينا احمد
تخطط
للعودة إلى ألمانيا أو أنها قد إضطرت لعمل
تلك المسرحية بسبب خۏفها منه..
رفضت أن يذهب معها حتى تختار ملابسها
التي سترتديها الليلة في حفل خطوبة هشام
و بدل ذلك أصرت على إصطحاب ياسين إبن عيسى
الجنايني معها...
كم يشعر بالڠضب و الحقد تجاه ذلك الطفل الصغير
الذي أصبح عدوه اللدود فهو أصبح يأخذ معظم
وقتها في النهار بالإضافة إلى رفضها النوم
في جناحه و إصرارها على المكوث ليلا مع
والدتها...
تصرفاتها أصبحت تزيده جنونا
خاصة أنها جعلته مكبلا فمن جهة لا يستطيع
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إنفجارها بالبكاء كلما
تحدث معها و من جهة أخرى لا يريد أن يخبرها
أنه يعلم بسرها قبل أن يكتشف غايتها....
وقف من مكانه ليرتدي معطفه و يأخذ
مفاتيحه و هاتفه الخلوي ثم أشار لكلاوس
بأن يستعد للمغادرة نحو الفيلا...
مساء في قصر عزالدين......
كان الحفل في غاية الروعة و الرقي
حيث حرصت إلهام على الاهتمام بأدق التفاصيل
الصغيرة التي تخص خطوبة إبنها بداية من
البوفيه الذي ضم أشهى و أفخر المأكولات
و المشروبات الباهضة الثمن حتى الديكور
و الزينة تعاقدت مع أشهر شركة تنظيم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كما حرصت على إرتداء فستان فخم قدر ثمنه
بآلاف الدولارات حتى تكون أنيقة و جميلة
كعادتها أمام صديقاتها و معارفها من الطبقة
المخملية...طوال الحفلة كانت تتأبط ذراع
كامل و تستقبل ضيوفها و تهديهم بعض الابتسامات
التي تعكس حياتها السعيدة مع زوجها منعا
لأي إشاعات.
كناين القصر أيضا كن في غاية الجمال و الروعة
رغم حرص كل منهن على إختيار إطلالة بسيطة
حيث تأنقت يارا في فستان أبيض شبيها
بخاصة العرائس من إختيار صالح الذي أصر على
رؤيتها بالأبيض للمرة الثالثة....
بينما إرتدت سيلين فستانا رائعا طويلا اسود اللون لكنه كان ضيقا بعض الشيئ لذلك إرتدت فوقها
بينما إختارت أروى اللون الوردي الهادئ الذي
لون فستانها الجميل و حرصت على إقتناء
نسخة مطابقة خاصة بالأطفال للجين...
بدا الجميع في غاية السعادة إلا بضعة
أشخاص كانوا يحاولون إخفاء حزنهم وراء
إبتساماتهم المزيفة و أبرزهم كان هشام
الذي إنشغل طوال الحفل بمراقبة الشقية إنجي
فبعد أن فشلت في جعله يتراجع عن الارتباط
بوفاء مثلت الاستسلام لكنها ظهرت اليوم من
جديد و تبدو أنها تنوي بعثرة أوراقه التي
جاهد طويلا في تنظيمها حيث ظهرت مع
صديقها علي ترتدي فستانا ضيقا و قصيرا
أظهر من جسدها الكثير...
كان يقف مع وفاء يستقبل التهاني من بعض
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
في أذنه..
بص المزة اللي هناك... اللي لابسة الذهبي دي
بصراحة جامدة آخر حاجة .
لم يدر هشام كيف إستطاع في تلك اللحظة
إمساك أعصابه و لولا عدم رغبته في إفساد
الحفل لإقتلع عينيه من محجريها...قبض على
كوب العصير الذي كان يمسكه بقوة و هو ينظر
حيث كانت إنجي ترقص بلا مبالاة مع عدة
فتيات أخريات في الحقيقة كانت في غاية الجمال
بهذا الفستان اللامع الذي أبرز جمال قوامها الممشوق
إستأذن هشام من وفاء و أخبرها
أنه سيعود في الحال ثم إتجه نحو إنجي ليجذبها
من ذراعها بقوة و ينزلها من حلبة الرقص و رغم
تذمرها إلا أنه لم يتوقف حتى أخذها في ركن
بعيد نسبيا عن الضجيج...دفعها رامقا إياها
باشمئزاز ثم هدر بحدة..
إيه القرف اللي إنت لابساه داه... مش مكسوفة
من نفسك و لا من إخواتك الرجالة و هما بيشوفوكي
بالمنظر داه شبه بنات الليل ..... .
تغاضت إنجي عن إهانته و صړخت في وجهه
هي الأخرى بنفس النبرة..
فلي يخصك و فورا و من غير كلمة زيادة هتطلعي لأوضتك تغيري القرف اللي إنت لابساه
لأحسن قسما بالله ماهخليكي تكملي الحفلة
إنت عاوز مني إيه ها مش عملت اللي في دماغك
و خطبت...
دفعته مرة أخرى لكن هشام إحتفظ بيدها على
صدره بينما أضافت هي بكل ڠضب..
إهتم بخطيبتك عشان أنا خلاص خرجت من
حياتك...إنسى إن عندك بنت عم إسمها إنجي
و لو شفتي حتى بمۏت ملكش دعوة .
إبتسم هشام بسخرية على حديثها معلقا..
اه فعلا أنا طلعت من حياتك خلاص و إنت كمان
بس لما بشوفك بالشكل ده و كل الرجالة بتبص
عليكي و إنت بترقصي كأنك في كباريه فدا
يخليني أتدخل...و دلوقتي روحي غيري قميص
النوم اللي إنت لابساه دا...
نفض يديها وأشار بإصبعه نحو فستانها بقرف ثم
أضاف قبل أن يستدير عائدا إلى الحفل..
عن إذنك دلوقتي ...اصلي تأخرت على خطيبتي .
سار و تبعته هي بعينيها اللتين إغرورقتا بدموع
الندم و الحزن ترغب فقط لو تعود الايام شهرا
واحدا إلى الوراء حتى تصلح ما إقترفته في
حق نفسها من معاناة مسحت دموعها بسرعة
ثم توجهت للداخل نحو غرفتها حتى تغير
هذا الفستان الذي إرتدته فقط لتثير غيرته...
غير بعيد عنها كانت فاطمة تهمس في أذن
هانيا و تقنعها حتى تساعدها
بقلك إيه أي واحدة من المعازيم تسألك على مكان
الحمام دليها على جناح صالح بيه.. تمام .
هانيا برفض..إنت عاوزة توديني في داهية
صالح بيه لو عرف هيقطع خبري...بقلك إيه يا فاطمة
أنا خلاص مبقتش عاوزة أدخل نفسي في
خططك الفاشلة ااااه سيبيني إنت بتعملي إيه
يا مچنونة.
هسهست فاطمة و هي تغرس أظافرها في
لحم ذراعها بقوة حتى تورم..
و هو إنت لسه شفتي حاجة من جناني ...
قسما بالله لو نفذتيش اللي بقلك عليه لفضحك
و أقول لفريد على كل حاجة.
ضغطت هانيا على أسنانها من شدة الألم
و الڠضب أيضا لتهدر مدافعة عن نفسها..
و هتقوليله إيه ماهو كل اللي أنا عملته كان
من تخطيطك إنت و إلا إنت عاوزة تعترفي
على نفسك كمان.
ضحكت فاطمة بسخرية و هي تجيبها بارتياح..
تفتكري في حد في القصر داه هيصدقك
أنا الكل عارفني هنا و بقالي عشرين
سنة ساكنة هنا مع عيلتي إنما إنت جيتي إمبارح
فشوفي إنت بقى لما أنا أروح لفريد بيه و أقله إن هانيا هانم عينها منك و بتخطط عشان ټقتل إبنك و مراتك...
السادس عشر
ذهلت هانيا و شعرت بالخطړ من كلام فاطمة
فهي تعرفها جيدا و باتت تدرك جيدا مدى خطورتها لن ترحمها أبدا و ستنفذ ما هددتها به بطريقة أو بأخرى كما أنها محقة في ما تقوله فهي لاحظت طبعا
معاملة أهل القصر لها و لوالدتها فهم يثقون
بهم كثيرا و بالتأكيد سوف يصدقونها بكل
سهولة خاصة أنه لا يوجد أي دليل يدينها
فالخبيثة جعلتها هي من تقوم بكل الخطط...
همست لها الأخرى عندما طال صمتها مھددة..
ها قلتي إيه هتعملي اللي قلتلك عليه
و إلا أروح لفريد بيه و أقوله
ردت عليها هانيا و قد زاد ڠضبها و حقدها
تجاهها..اه يا حقېرة...يا ژبالة أنا الغلطانة
عشان وثقت في واحدة زيك و إعتبرتها
صاحبتي .
زادت فاطمة من ضغطها عليها قائلة بخبث
و قد لانت لهجتها قليلا..
ما إنت اللي إضطرتيني اعمل كده بعد مارفضتي
مساعدتي و أوعي تكوني فاكرة أن أنا مش
فاهمة إيه اللي في دماغك الحلوة دي تؤ never
أنا فاهماكي كويس و حافضاكي....
إنت قررتي تنسحبي بعد ما لقيتي
نفسك خلاص وصلتي للي إنت عاوزاه...بعد ما فريد
بيه يجبر مراته تنزل البيبي كل حاجة بينهم
هتبوز و أكيد هتطلب الطلاق...ماهو بالعقل
كده مفيش ست هتقبل تعيش مع واحد حرمها
من إبنها.. عشان كده فكرتي تخلي بيا و تسيبيني
لوحدي... غبية... تؤ تؤ متبصيليش كده إنت
عارفة كويس إنك غبية...عارفة ليه.. عشان
مفكرتيش إن فريد بيه ممكن
يغير رأيه في أي لحظة خاصة إنه بيحب مراته
جدا و مش بعيد تنجح و تقنعه يخلوا البيبي
خديها نصيحة مني عشان تضمني إن خطتك تنجح متسيبيش حاجة للصدفة و إعملي كل حاجة بنفسك... .
رمقتها بانتصار عندما ظهرت الدهشة على
وجه هانيا التي بدأت كعادتها تتأثر بكل
ما تقوله لها فاطمة لتكمل الأخيرة بإيجاز..
بس أنا عشان لسه معتبراكي صاحبتي و
عاوزة مصلحتك هديكي أزازة الدواء و إنت عارفة
هتعملي بيها إيه...
أومأت لها هانيا بالموافقة و هي تشعر بشيئ
بارد يوضع في يدها و صوت فاطمة يرتفع
من جديد ليملأ أذنيها و عقلها..
خذي...و يلا عشان تعملي اللي قلتلك عليه
و متقلقيش دي حاجة بسيطة مفهاش أي خطړ
يلا بقى قبل ما الحفلة تخلص .
دفعتها إلى الأمام تحثها على السير لتخفي
هانيا قارورة الدواء بسرعة في ملابسها
و هي تلتفت حولها پخوف شاتمة فاطمة
في سرها ثم سارت لتدلف القصر بحثا
عن أي فتاة تسأل عن مكان الحمام لا تعلم....
تاركة فاطمة تضحك بانتصار فهاهي
أخيرا على وشك تحقيق ما حلمت
به منذ سنوات غافلة عن ذلك الذي كان
يختبئ وسط الظلام يتابع ما يحصل
بعيون صقر ينتظر اللحظة المناسبة ليشهر
مخالبه و ينقض على فريسته....
بعد دقائق تلقت رسالة على هاتفها تخبرها
فيها هانيا بأن تأتي على الفور لأن هناك
من صعدت إلى جناح صالح حتى تصلح
زينة وجهها في الحمام...أسرعت فاطمة
بخطوات مدروسة نحو الأعلى...طرقت باب
الجناح بخفوت ثم دخلت تبحث عن تلك السيدة
تظاهرت بأنها تفتح جميع أبواب الغرف
باحثة عنها و التي لحسن حظها وجدتها في الحمام
إبتسمت لها و هي تقف أمام الباب دون أن
تدخل..
أنا آسفة حضرتك بس شفتك ډخلتي هنا
بالغلط...اصل دا جناح صالح بيه حفيد
عزالدين بيه صاحب القصر و لو حضرتك
بتدوري على الحمام ففي إثنين تحت عشان
الضيوف .
توترت المرأة و إحمر وجهها من شدة الخجل
لتلملم اشياءها و هي تتمتم باعتذار..
أنا آسفة مكنتش عارفة بس اصل في.....
قاطعتها فاطمة بسرعة قبل أن تنهي كلامها
قبل أن تندفع إلى الداخل..
حضرتك أنا ممكن اساعدك عشان ننزل بسرعة
أصل صالح بيه لو شافنا هيزعل عشان هو
مش بيحب إن حد يدخل جناحه .
اومأت لها السيدة قائلة بإحراج..
أنا هروح و أعتذرله رغم إن أنا مش غلطانة
أصل في ست تحت باين إنها شغالة هنا و تعرف
القصر كويس هي اللي وصفتلي الجناح بالضبط
و كمان مكان الحمام...
تحدثت فاطمة بصوت منخفض مدعية القلق..
لا مفيش داعي حضرتك أنا من رأيي بلاش
تكلميه اصلا دي حاجة بسيطة و مش مستهلة
كل الحكاية سوء تفاهم و خلص و عشان حضرتك
ترتاحي أنا هبقى أقله متقلقيش و على فكرة أنا بشتغل هنا في القصر ....
رمقتها السيدة بنضرات تقييمية قبل أن تحرك
راسها من جديد بالايجاب و يبدو أنها قد
إقتنعت بكلامها فهي في الأصل كانت ترغب
في إصلاح مكياجها بسرعة حتى تغادر إلى حفلة أخرى لذلك لا داعي لتعقيد الأمور اكثر....
إرتدت حقيبتها ثم خرجت لتستغل فاطمة
فرصة وجودها و تدس علبة الدواء الثانية
في أحد الأدراج ثم خرجت بسرعة تتبع تلك
السيدة حتى تدلها على الطريق.....
في الأسفل كان الجميع مستمتعين بالحفل
الذي كان فرصة جيدة لبعض رجال الأعمال
حتى يتشاركوا أعمالهم و صفقاتهم بينما تنافست السيدات على التفاخر بما يمتلكن من مال و
ثروة كحال جميع الحفلات الخاصة بالاثرياء
حتى جاءت اللحظة الرئيسية ليمسك كامل
بالميكروفون و يلقى خطابا قصيرا يشكر فيه
جميع الحاضرين على حضور حفل خطوبة
إبنه مبديا فرحته البالغة بهذا الحدث السعيد....
إنتهى من كلامه لتتعالى الهتافات و التصفيقات
من الحاضرين وېصرخ الشباب الحاضرين من أصدقاء العريس بينما تقدم هشام ووفاء حتى
يتبادلا خواتم الخطوبة و يقطعا الكعكة العملاقة
حتى إنتهى الحفل بعد ساعة أخرى و غادر
الجميع و لم يتبق سوى بعض العمال الذين
كانوا ينظفون حديقة القصر و يزيلون مظاهر الزينة بهدوء ....
في جناح فريد.....
إنتهت أروى من تغيير ملابسها بصعوبة
حيث كانت تشعر ببعض الإرهاق و الصداع
من ضجيج الحفل بالإضافة
إلى عوارض الحمل التي بدأت تزداد يوما
بعد يوم...إرتمت على السرير بتعب و رفعت
فوقها