الأربعاء 25 ديسمبر 2024

روايه الثلاثه يحبونها كامله بقلم شهندا سمير

انت في الصفحة 3 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزن ليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا
معلش مضطر أمشى بنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون فى البيت دلوقتى عموما متزعليش هحاول أجيلك بكرة 
أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف فى رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها المتهدج حزنا وهي تنادى بإسمه إلتفت إليها يدرك أنها حزينة على فراقه من ملامحها الشفافة فهو يعلم أنها تعشقه پجنون وتود لو ظل بجوارها إلى الأبد يؤلمها إبتعاده الحتمي وذهابه إلى زوجته بشرى يشعر قلبه بألمها وغيرتها مشاعرها الحزينة و التى تخفيها عنه بصعوبة ولكنه يدركها ويحزن من أجلها ولكن يسعده أيضا ان هناك من تجعله ملكا على قلبها وتاجا فوق رأسها بينما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يبادلها كل ذلك الحب فقلبه قد ماټ منذ زمن فقده منذ أحب فتاة

جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقه اكتشف أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من الڤضيحة ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنوات سنوات شعر فيها بمۏت القلب والمشاعر حاول فيها أن ينسى هذا العشق الذى أضناه يكاد يقسم أنه قد نجح فى ذلك لولا أن رآها مجددا عند مۏت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يوما بعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب فى مۏت أخيه حتى يغضب منها ويتناساها خاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم ډفن زوجها ليغضب منها بشدة ليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآن خاصة بعد سماع صوتها فى الصباح تخبره بأنها قادمة وقلبه الذى ازدادت دقاته وقتها ربما يخشى هذا اللقاء أو يخشى حقا تجدد مشاعره هو حقا لا يدرى 
تأمل شروق الماثلة أمامه تلك الفتاة الجميلة والتى تزوجها لأنها تشبه رحمة فى شقاوتها وطيبتها القديمتين تشبه حبيبته التى لم تعد حبيبته نسخة منها تختلف فقط فى الملامح أو ربما تزوجها لأنها على نقيض زوجته بشرى المتعالية خالية المشاعر والتى يملأ قلبها حقد تجاه الجميع حقد اكتشفه بعد زواجها منه شعر بأنه تسرع فى ذلك الزواج ولكنه لم يستطع أن ينفصل عنها فهي إبنة عمه اليتيمة والتى لا أحد لها سواه ليكمل معها حياة بائسة لا يهونها سوى لحظاته مع شروق رآها تتجه نحوه تمسك كوب العصير من على الطاولة وتناوله إياه قائلة
طيب إشرب عصير المانجة قبل ما تنزل إنت بتحبه وأنا عاملاهولك مخصوص 
إبتسم وهو يأخذ الكوب منها يرتشف منه بينما أخذت هي كوبها وإرتشفت منه بدورها نظر إلى تلك القطرة من العصير والتى إستقرت على الكرزيتين لتغيم عينيه وهو يتطلع إليها مد يده ومسحها بنعومة جعلتها تتمسح بيده كقطة صغيرة ليميل آخذا خطفت أنفاسها لتقع أكواب العصير من أيديهما ولكن أحد منهم لم يهتم ليحملها مراد بين يديه دون ان يتأمل عيونها الخضراء الناعسة والتى تدعوه بكل نعومة للعودة إليها ليرتوى من فيض عشقها حد الإرتواء 
أمسكت بشرى هاتفها لتتصل برقم ما وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بعصبية
إنت فين بقالى ساعة بكلمك وتليفونك خارج التغطية
إستمعت إلى محدثها لتقول بعدها
طيب إستنانى فى الشقة أنا جاية حالا 
لتغلق الهاتف وهي تتجه إلى دولابها تختار منه فستانا كي ترتديه للخروج تفرغ مشاعرها الغاضبة قبل ان ټنفجر غيظا لتعود لتلك الفتاة بخطة جديدة تخرجها من حياتهم للأبد نعم للأبد 
كاد مراد أن يقود سيارته متجها إلى المنزل عندما إستمع إلى رنين هاتفه ليمسك الهاتف ويرى رقم أخيه وضع السماعة فى أذنه وهو يجيب قائلا
آلو 
أجابه يحيي قائلا بإختصار
رحمة جت 
أخذ مراد نفسا عميقا وهو يقود السيارة قائلا
عارف 
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وعرفت منين
قال مراد 
كلمتنى الصبح قبل ما تركب الطيارة 
شعر يحيي بغيرة حاړقة تكوي شرايينه وهو يدرك أنها تحادث أخاه الذى يدرك أيضا مشاعره تجاهها ليقول بهدوء لا يشعر به البتة
تمام إنت فين دلوقتى
قال مراد
أنا فى الطريق 
قال يحيي بجمود
طيب مستنيك 
ثم أغلق الهاتف ليزيد مراد من سرعته متجها إلى المنزل وقلبه يرتجف قلقا يشعر من لهجة يحيي إلى جانب قلبه الذى ازدادت دقاته وهو يشعر بقرب لقاءه بها مجددا أن حياتهم جميعا على وشك التغير تماما 
الفصل الثالث
دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التى ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي لتدلف إليها اليوم كغريبة تماما لا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التى جمعتهما منذ البداية فلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا 
ما إن وقعت عيناها على وجه أختها الشاحب حتى أسرعت إليها تجلس بجوارها على السرير
تنعم بدفئها الذى حرمت منه لسنوات هذا الدفئ الذى لطالما أحاطتها به رحمة وجعلتها تشعر بأنها هي الأخت الصغرى والتى
تحتاج إلى الرعاية والحنان وليس العكس 
لقد عادت رحمة وعاد معها هذا الشعور الذى جلب الدموع إلى عينينها على الفور إشتياقا لترتعش بين أحضان أختها الصغرى التى أحست بدموعها لتبتعد عنها تضم وجه راوية بين يديها قائلة فى جزع
ۏجعتك
رفعت راوية يديها تربت على يدي رحمة الرابضتين على وجنتيها قائلة بإبتسامة حزينة
وجعى كان فى بعدك عنى يارحمة ودلوقتى وجعى راح لما شفتك من تانى 
أدمعت عينا رحمة وهي تتأمل ملامح أختها الشاحبة التى غيرها المړض كثيرا فبدت أكبر من سنوات عمرها الثلاثين لتقول بصوت متهدج من المشاعر
أنا كمان يا راوية كنت حاسة بروحى ضايعة منى ولقيتها بس فى 
قالت راوية بلهفة
بجد يارحمة يعنى مش زعلانة منى
عقدت رحمة حاجبيها فى حيرة قائلة
وهزعل منك ليه بس ياراوية
قالت راوية بحزن
عشان موقفتش جنبك وقت اللى حصل لما لما 
أخفضت رحمة يديها بجوارها وهي تقول
الكلام ده كان من زمان يا رواية وخلاص مبقتش تفرق كتير صحيح إنتى أختى وكان لازم تعرفى إنى مش ممكن أعمل كدة بس إنتى اكيد إتخدعتى زيهم وأنا خلاص مش زعلانة كل واحد بياخد نصيبه وانا أخدت نصيبى وراضية بيه 
أطرقت راوية برأسها فى حزن قائلة
بس أنا متخدعتش أنا كنت عارفة الحقيقة 
إتسعت عينا رحمة دهشة وهي تقول
كنتى عارفة
رفعت راوية وجهها تواجه عينا أختها الحائرتين وهي تقول مدمعة العينان
أيوة كنت عارفة إنك مظلومة وإنك مكنتيش مع هشام ليلتها زي ما حاول يبين لينا كلنا كنت عارفة إن كل اللى حصل ده كانت تمثيلية عشان يتجوزك ڠصب عنك 
عقدت رحمة حاجبيها قائلة
وعرفتى منين يا راوية 
صمتت راوية ليزداد إنعقاد حاجبي رحمة وهي تقول
طب ليه متكلمتيش ساعتها
نزلت دموع راوية فى تلك اللحظة قائلة فى حزن
هحكيلك يا رحمة هحكيلك كل حاجة أنا سكت كتير بس خلاص مبقاش ينفع أسكت أكتر من كدة 
لتتحدث راوية ومع كلماتها كانت رحمة تذبح مجددا من الصدمة 
جلس يحيي فى هذا الركن المظلم من الحجرة يحاول ان يهدئ أعصابه يشعر أنه على حافة الإنهيار ألما ما هذا الذى يحدث لهالڠضب منها يشعله والشوق إليها يحرقه تبا ما الذى أقحمها فى حياته مجددا
مرض زوجته نعم لولاه ما رآها قط مجددا فهذا كان قراره منذ تلك الليلة التى فقد فيها إيمانه بالعشق وفقد فيها روحه التى غابت بغيابها فالخېانة ضړبته فى مقټل ليتمنى لو لم يعشقها يوما لا يستطيع نسيان هذه الليلة أبدا فإلى جانب إكتشافه لخيانتها له فى هذا اليوم فقد تزوجت فيها أخاه أيضا ليشعر بكيانه ېتمزق حرفيا ورغم إدراكه انها أصبحت لأخاه من قبلها إلا أن رؤيتها وأخاه يعقد عليها ثم يأخذها بعيدا أډمت قلبه ثم أماتت مشاعره للأبد فظن أنه لم يعد يعشقها وأنه بات فقط يكرهها حتى بدأت تغزو أحلامه توقظ فيه كل المشاعر وتثير فيه جنون الإشتياق لتتجسد أمامه منذ لحظات ليدرك أنها تقبع تحت جلده يسرى عشقها فى شرايينه مسرى الډم يعلم أنها اخت زوجته و خائڼة ومع ذلك يخفق قلبه فقط لمرآها وقد زادتها تلك السنوات جمالا وجاذبية وقوة لتستيقظ مشاعره الكامنة داخل أعماقه حين لمسها وكأن ماضيه معها كأن لم يكن وقيوده التى يفرضها حاضره عليهما كأنها سراب ولا وجود لها من الأساس زفر بقوة وهو ينظر إلى السماء تصرخ أعماقه پصرخة هزت وجدانهياإلهى ماذا أفعل 
ليفيق من صراعه على دلوف أخيه إلى المكتب وإنارته ضوء الحجرة ليجد يحيي قابعا فى هذا الركن البعيد تبدو ملامحه المكفهرة دليلا واضحا على مقابلته لرحمة ليقترب منه بقلق قائلا فى تقرير
ضايقتك صح 
هز يحيي رأسه نفيا قائلا بهدوء
ملحقتش وبتمنى متفضلش كتير عشان تحاول ياريت تشوف أختها وتمشى علطول مجرد وجودها فى البيت خانقنى 
ظهرت الحيرة على ملامح مراد وهو يتأمل يحيي قبل أن يقول
إنت ليه بتكرهها بالشكل ده يايحيي
قال يحيي بصرامة
يعنى مش عارف يامراد ليه بكرهها 
جلس مراد على الكرسي المجاور ليحيي قائلا
لأ مش عارف صحيح هي غلطت زمان غلطة كبيرة فى حق نفسها وفى حقنا وصحيح إن إحنا شاكين إن ممكن تكون السبب فى مۏت أخونا لإنها كانت معاه وقت الحاډثة وصاحبه صلاح قال إنهم إتخانقوا مع بعض فى الحفلة قبل ما تركب العربية معاه عشان يروحوا بس برده إحنا مش متأكدين من الكلام ده غير إن علاقتكم ببعض كانت حلوة أوى قبل جوازها من هشام إنت كنت أقرب واحد ليها وكان واضح للكل إنها بتعتبرك زي أخوها 
إبتسم يحيي بسخرية مريرة يردد كلمات أخيه داخل نفسه بمرارة تعتبره مثل أخاها كم كان مراد ساذجا لايدرى أنها كانت توهمه بأنه عشقها الأول وهو صدقها لأنها كانت بدورها عشقه الأول والأخير وأنه فى ليلة إكتشافهم لها مع أخيه هشام فى حجرة نومه كان قد وعدها قبلها مباشرة بأنه سيخبر جده فى اليوم التالى برغبته فى الزواج منها وتحقيق حلم لطالما تمنى ان يناله ولكن ماحدث ليلتها دمر كل ما حلم به طوال عمره لتتزوج أخاه ويرحلا بعيدا عن المنزل ثم يوافق هو على الزواج من أختها عندما عرض
عليه الجد ذلك الأمر ربما نكاية بها أو هو فقدان الأمل فى أن يقع مجددا بالحب او ربما هو فقدانه الإيمان بالحب
ذاته حقا كم تظلمنا الحياة وتسخر منا تحركنا كالدمى فى يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى
ان نخضع لها ونسايرها 
افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول فى حيرة 
يحيي روحت فين
زفر يحيي وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا
روحت لنفس المكان بس فى زمن غير الزمن زمن كنت فيه
 

انت في الصفحة 3 من 36 صفحات