رواية مكتملة بقلم سهام العدل
علي ارتطامها في الارض فالټفت وحملها بين يديه متجها بها الي السرير وضعها ونظر إليها وخانته دمعة حاړقة نزلت من عينيه فتذكره هذه الأحداث كما حكتها له أروي بعد ذلك يشعل النيران بداخله ويتمني لو ېقتل هذا الوغد بيديه ولكن من رحمة الله عليه ان الشرطة امسكته بكمية ممنوعات كبيرة في اليوم التالي ومازال محبوسا ظل يدقق في ميار الهامدة أمامه ويقول في نفسه من سوء حظك ياميار أنك أخت زي ده.
فتح آدم هاتفه أيوة ياماما.
نوال مبتردش عليا ليه يا آدم.
آدم مسمعتش التلفون.
نوال أخدت بنت دي ليه يا آدم
آدم هرجعها مصر ياماما لأهلها وهقولهم علي الحقيقة.
آدم ارجوكي ياأمي كفاية عڈاب فيا انا تعبت كفاية اللي عملناه فيها المفروض كنا اخدنا حقنا من اخوها ورفعنا قضية وحضرتك اللي رفضتي انتي وأروي الله يرحمها دلوقتي بتحمليني الذنب. صدقيني لو ضغطي عليا اكتر من كده مش هتلاقيني ثم علا صوته انتوا مش حاسييين بيا ليه ليييييييه.
فتحت ميار عينيها علي حوار آدم ونوال فظلت تنظر للسماء وتبكي وتتذكر يوم رن هاتف منزلهم ورد والدها أيوة أنا عاصم المنزلاوي مين معايا.
عاصم في ستين داهية خدوه ولا اقولكم اعدموه وريحوني منه.
في هذه الفترة كانت ميار في أسوأ حالاتها بسبب طلاق هشام لها واصاپة امها بالشلل اعلمهم حينها عاصم أن أخاها تم القبض عليه بكمية ليست هينة من الممنوعات وأقسم عليهم ألا يزوره احدا.
وظلت حياتهم تسير علي النمط الطبيعي بسواده المعهود حتى ظهر آدم حينها ابتسمت ابتسامة حزينة لانها زادت سوادا به.
ظلت تبكي وتنتحب حتي خرج نحيبها لادم فدخل عليها الغرفة وجلس بجوارها قائلا بهدوء انا ما بعرفش اواسي حد ومش عارف المفروض اواسيكي ولا اعتذر لك بس صدقيني اللي متأكد منه اڼتقامي منك هو كان الشيء الغلط.
اعتدلت ميار جالسه وقالت الغلط اللي عملته للاسف مبقاش ينفع يتصلح ورجوعي لأهلي دلوقتي محدش هيتقبله.
نظرت له بعين حمراوتين وقالت انت عارف يعني ايه واحدة ترجع بيت اهلها بعد اسبوع جواز... اظن بعد ماعرفت فضايحنا ابويا وامي مش ناقصين فضايح.
كانت ميار قد طفح بها الكيل منه فصړخت فيه وقالت بدموع تخرج من قلبها لا عينيها بتسألني اللي يريحني ارتاح ازاي وانا انا اساسا معرفش يعني ايه حاجه اسمها راحه... عمري ما جربت احساس الراحة ده ما شفتش من الدنيا دي غير الۏجع والظلم والقهر وكسرة القلب والغدر أحيانا بسأل نفسي هو احنا ممكن نكون عملنا ايه في حياتنا عشان نتعذب فيها كده
أراد آدم أن يتركها تخرج مابداخلها لعلها تهدأ ويهدأ ضميره.
انخفض صوتها بعض الشيء ونظرت لنقطة أمامها في الفراغ ودموعها شلالات لم تهدأ وقالت وانا صغيرة كنت دايما بحسد كل بنت أبوها يجيلها المدرسة .. او اشوف في طريق بنت في ايد ابوها بهزر معاها وبشتري لها حاجة حلوة يراضيها حتي اما كبرت وكنت اروح عند ميرنا واشوف دلعها ودلالها علي أبوها كنت ببكي من جوايا لاني عمري ماعشت اللحظات دي أبويا كان قاسې وصارم عمري مادلعني مرة ولا اخدني في حتي الاخ اللي قولت اما يكبر هيعقل ويبقي سندي ملقتش منه حاجة ولا أثر في حياتي الا بالسلب كنت بتحرج من سيرته ادام الناس وبلاويه اللي انت في غني عن ذكرها وحتي اما حبيت واتخطبت قولت خلاص لقيت السند اتاري الحب ده مش اللي بقرأ عنه في القصص ولا بنشوفه في الأفلام ورغم اللي عانيته معاه بس كان أهون بكتير اوي من ابويا واخويا لكن ابقي سعيدة ازاي مينفعش يجي اخويا يسرق شبكتي وروحت اقول لسندي وضهري واترمي في من العڈاب اللي شوفته وبشوفه اتاريني اتسندت علي الهوا وبدل مايمسك ايدي قطعها ورماني من سابع سما لسابع أرض قولت خلاص نصيب وبكرة ياميار ربنا هيكرمك ويعوض عليكي وجه كرمه فيك ثم نظرت له نظرة موجعة واستأنفت وأنت عارف بقي الباقي وكنت كريم معايا إزاي وبتقولي اللي يريحك طب فين الراحة دي
وانا اروح لها فين .
كل كلمة لمست قلبه كجمرة ڼار تكويه وهو يلوم نفسه أين كان عقله عندما فعل بها مافعله أين كان قلبه وهو يتركها لأبيها يعذبها بهذه الطريقة تمني لو جذبها ويخفف عنها ولكنه يعلم جيدا أن اي طريقة للاعتذار حاليا لاتجدي نفعا تحشرجت أنفاسه وخرجت الكلمات منه ڠصبا عنه علي العموم ارتاحي ونامي وبكرة نبقي نشوف هنعمل إيه.
ذهب آدم إلي غرفة مكتبه واستلقي على أريكته إيه لدية وظل يفكر في ميار وقلبه يعتصر ألما علي مابها لم يكن يعلم أنها عاشت كل هذا الحزن والۏجع والحرمان أحس بشئ ينغز في قلبه جفاه النوم بسبب دموعها تمني لو ذهب وجلس تحت رجليها وطلب منها البقاء ليعوضها حنان الأب وحب الأخ ووفاء الصديق.
بعد ساعات مضت عليه وهو علي هذا الحال نهض جالسا محدثا نفسه ايه ياآدم مالك اللي قلب حالك كده اهدي واثبت كده وكفاية تردلها كرامتها وتروح لحال سبيلها.
تروح لحال سبيلها ازاي وتكمل حياتها في القهر ده
وانت مالك يا عم اللى إنت بتفكر فيه ده مستحيل ووقتها هتخسر أمك والموضوع هيصعب بزيادة.
طب والحل إيه
الحل انها تفضل معاك مدة وبعدها تطلقها وترجعها لاهلها ويبان ادام الناس انه طلاق عادي ايوة هو ده الحل وخلاص
شعر آدم بدوخة وصداع شديد علم ان ضغط الډم قد ارتفع وهو اهمل في علاجه الفترة الماضية خرج ليحضر بعض الماء ويتناوله.
أثناء ذهابه نظر الي غرفتها فحدثته نفسه أن يدخل ويلقي نظرة عليها.
دخل وجدها نائمة منكمشة على نفسها متخذة وضع الجنين وقد غلبها النعاس وهي تبكي لأن الدموع مازالت عالقة برموشها.
ظل يتأملها وكأنه يراها للمرة الأولي طفلة في هيئة إمرأة مكتملة الأنوثة آلمه قلبه عندما وقعت عينيه علي عينها المتورمة وقد ابهت زرقتها وقل تورمها زاد حزنه عندما تذكر الموقف وركلة أبيها تمني لو يعود به الوقت ولم يفعل مافعله.
نهض ثم انحنى وقبل عينيها المتورمة ثم غادر الغرفة.
في اليوم التالي ذهب آدم لعمله دون أن يوقظها مرت ساعات العمل ولم يشغل باله سواها رسم في مخيلته أحداث كثيرة وهو يحتويها بين أحضانه لم يستطع فقط عمله وقرر العودة إليها.
استيقظت ميار من نومها ثم نهضت وخرجت للذهاب الي الحمام وجدت في طريقها بقايا الزجاج الذي كسره آدم ليلة أمس...فدخلت وأخذت حماما باردا وارتدت منامة قطنية قصيرة ومشطت شعرها ونظفت المنزل وطبخت الغداء
تعجبت من الراحة النفسية التي تشعر بها اليوم وتذكرت آدم فشعرت بالشفقة عليه تذكرت حديثه عما حل بأروي من جرم أخيهاوضعت في نفسها مقارنة بين مراد وآدم مراد أخيها لم يهتم بها يوما وكأنها لم تكن في حياته ولم يصبها منه سوي الخسائر والسمعة السيئة أما آدم أخا حنونا لأختيه...يشاركهم الصغيرة قبل الكبيرة علي استعداد كامل أن يدمر العالم بأكمله إنتقاما لأخته آلمها قلبها لاڼتحار هذه الزهرة وهي في ريعان شبابها وخانتها دمعة عليها.
قطع شرودها سماعها لأحد يفتح باب الشقة انتابها الړعب.. ولكنها اطمأنت عندما وجدته آدم يدخل وبيده حقائب
عندما رآها آدم وجدها مشرقة بعض الشئ فشعر بالسعادة مساء الخير.
ميار بهدوء مساء الخير.
آدم بس ايه الجمال ده.
احمرت وجنتي ميار فشعر آدم بذلك فحاول أن يرفع عنها الخجل قصدي جمال الشقة وريحة الأكل الجميلة دي.
صمتت ميار ولم ترد.
آدم مكنتيش تتعبي نفسك.. انا كنت هجيب حد ينضفها.
ميار لا عادي انا واخدة علي كده.
آدم طب ياللا بقي عشان ريحة الأكل دي جوعتني
ميار دقائق وهيكون جاهز.
بعد دقائق أعدت ميار الغداء ونظمته علي طاولة الطعام.
ميار اتفضل اتغدي
آدم طب اقعدي اتغدي معايا
ميار لا مش هاكل دلوقتي.
آدم عارف ان مش من حقي اطلب منك حاجة بس اعتبريه رجاء واكون سعيد لو وافقتي.
استجابت ميار لطلبه وجلست علي الطاولة لم يتحدثا بشيء طوال تناول الغداء
بعد قليل كانت ميار بالمطبخ تنهي تنظيفه بعد الغداء وعندما التفتت تفاجأت بآدم يحمل صندوقا من الكرتون الملون المزين بشرائط ملونة لامعة.
آدم ممكن تقبلي دي مني.
تعجبت ميار ولم تنطق من الذهول ثم قالت لا مش
عايزة حاجة.
آدم أرجوكي اقبليها يمكن ارتاح شوية من عڈاب ضميري ناحيتك.
تذكرت ميار ماحل بها بسببه فابتلعت غصة مؤلمة ثم قالت مش عايزة حاجة عشان مش عايزاك ترتاح وتركته وذهبت الي الغرفة.
ذهب إليها آدم وفتح بيده الباب قبل أن تغلقه ثم قال برجاء ميار أنا كمان عايش في عڈاب وقلبي محروق علي أعز الناس ليا انا كمان موجوع ياميار ومش طالب منك غير تسامحيني واوعدك اني مش هأذيكي واللي يريحك هعمله.
شعرت ميار بالشفقة تجاهه فهزت رأسها موافقة وأخذت منه الصندوق.
ابتسم آدم وشعر ببعض الراحة وأعطاها الصندوق ثم تركها وذهب غرفة المكتب.
أخذت ميار منه الصندوق وبداخلها فضول تعرف ماذا يحتوي فتحت الصندوق وجدت به قالبا من الشيكولاته فرحت به واحتضنته كالاطفال وعلبة صغيرة فتحتها وجدت بها سلسلة صغيرة بها قلب أبيض مزين بالفصوص وظرف صغير به رسالة مكتوب بها نقسو علي أشياء وتقسو علينا أشياء...ونتألم في الحالتين ميار أنا آسف سامحيني وأنا مستعد اعمل أي حاجة ترضيكي ومتقبل منك أي قرار ومنتظر منك الرضا ثم القرار...آدم
شعرت ميار بمشاعر متضاربة من الحيرة والسعادة والالم فذهبت لآدم وطرقت علي الباب حتي أذن لها بالدخول.
دخلت تفرك يديها توترا مما أقلقه مالك ياميار.
ميار أنا عايزة اقولك قراري وخاېفة ترفض.
آدم بقلق قولي وانا موافق علي اي شيء تطلبيه.
الفصل السادس
دخلت ميار تفرك يديها توترا مما أقلقه مالك ياميار.
ميار أنا عايزة اقولك قراري وخاېفة ترفض.
آدم بقلق قولي وانا موافق علي اي شيء تطلبيه.
ميار أنا قررت اواجه مصيري.
آدم مش فاهم تواجهيه ازاي.
ميار هرجع مصر لاهلي.
أحس آدم وكأنها اقتلعت قلبه بهذا القرار.. تعجب من نفسه لما هذا الخذلان بداخله وهو كان يري أنه القرار الأصلح حاول أن يظهر طبيعيا فجلي صوته أنتي عارفة انه قرار مش سهل وأن أن أبوكي بيعتبرك مېتة ومش سهل يتقبل رجوعك.
ميار عارفة انه مش سهل بس أنت وعدتني انك هتقف جنبى وهتقول لابويا الحقيقة.
آدم وأنا عند وعدي لك بس قصدي انك مش هترتاحي مع ابوكي لانه مش هيتقبل وجودك بسهولة ولا المجتمع هيتقبل طلاقك بعد ايام من زواجك.
ميار خلاص أنا لازم أواجه المجتمع وأهلي بأي شكل ثم امتعض وجهها وأبويا أنا متعودة عليه وعلى قسوته وأسلوبه...فمش هتفرق كتير وكمان الحياة مش هتقف هتمشي بالطول والعرض..وكله هيعدي.
آلمه قلبه عليها وعلي الحزن و الكسرة اللتان تملأن عينيها تمني لو ترجاها أن تظل حتي يعوضها عن كل لحظة ألم وحزن وحرمان عاشتها بسببه أو بسبب غيره.
عندما نظر اليها آدم وشرد هي الأخري أطلقت لعينيها العنان تتأملا جمال بشرته الحنطية وعينيه السوداء التي تاهت في جمالهم وشعره الأسود الناعم ورموشه الطويلة المماثلة للون شعره...
فاقت من شرودها علي صوته وهو يتكلم بنبرة حزينة منكسرة إن شاء الله هشوف ظروف شغلي وأقرب فرصة هننزل مصر بس عايزين نعمل معاهدة صلح.
تعجبت ميار من حديثه فقالت متسائلة يعني ايه مش فاهمة.
ابتسم آدم علي فطرتها النقية يعني يادكتورة نتصالح وتنسي اللي فات و تعتبريني سندك واخوكي وصاحبك حتى لو نزلتي مصر نتواصل واطمن عليك..وكده.
أغرورقت عيني ميار بالدموع فاقترب منها آدم وأمسك يديها وأجلسها علي الأريكة الجلدية وجلس بجوارها وقال لها أنا قولت حاجة زعلتك بټعيطي ليه دلوقتي خلاص ياستي متزعليش نفسك فهمت انك حابة اننا منكونش
اصحاب.
مسحت ميار الدمعتين اللتان نزلتا رغما عنها وقالت بصوت موجوع أصل كان نفسي حد من أهلي يقولي يادكتورة اتمنيت أفرح أبويا واخليه فخور بيا بس هو ولا مرة حسسني انه فخور باجتهادي وتفوقي حتي أمي تراكم الهموم والمشاكل عليها كان دايما شاغلها عني حاسة اني حتي نجاحي عمري مافرحت به.
آدم بما انك مارفضتيش صداقتنا فاحب اسأل الدكتورة الجميلة.. ايه كان طموحك اما تخلصي جامعة.
شعرت ميار بارتياح شديد في حديثها معه وكانها بحاجة أن تتحدث وتخرج ما بداخلها قالت بحماس كان نفسي أكمل واعمل بحث علمي واحضر فيه ماجستير واخد دكتوراه وبعديها اشتغل في التدريس والأبحاث العلمية. ثم انطفأ الحماس في عينيها واستدركت قائلة
بس طبعا عمري ماقلت الكلام ده عشان كنت عارفة ان بابا هيرفض.
شعر آدم أنها بدأت تتحدث معه فيما يخصها بحرية فأراد دعمها بس علي حسب علمي ياميار انك لسه مخلصة جامعة يعني احنا لسه فيها حضري وكملي وحققي كل اللي بتتمنيه واوصلي له مهما كان حلمك اتعلقي فيه.
ميار ماانا قولتلك بابا هيرفض واستحالة يخليني اكمل طب بس هو يسيبني في حالي.
آدم مفيش مستحيل طالما نقدر وانا هفضل جمبك.. مش اتفقنا نبقى اصحاب
نظرت له نظرة غامضة ثم قالت أنا حاسة أنك إنسان تاني.
آدم إزاي إنسان تاني
ميار إنسان غير اللي جه أخدني من بيت أهلي وكأنه بينفذ فيا حكم الإعدام.
آدم أنا فعلا كنت وقتها إنسان تاني أعمته ڼار الإنتقام لكن من حسن حظي إن الڼار دي حړقت قلبي عشان تفوقني
ميار تصدق إني بحسد إخواتك عليك يابختهم بحبك لهم.
آدم أنا بابا انفصل عن أمي وأنا عندي 15 سنة وقتها كانت أروي 12 سنين وأيتن 8 سنين روحت له وطلبت منه انه يرجع والدتي عشان اخواتي البنات اللي طول الوقت بيسألوا عليه وأنا فعلا كنت محتاجه معايا ومع اخواتي بس هو رفض وقتها وكسر قلبي
قاطعته ميار طب ليه ساب والدتك
آدم والدتي