رواية رائحة المۏت للكاتب عادل عبد الله
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
رواية رائحة المۏت
الحلقة الاولي
النهارده اول يوم استلم شغلي الجديد في المستشفي العام بالمركز .
لما عرفت اني هستلم شغلي في هذه المستشفي فرحت جدا فهي علي بعد ربع ساعة فقط من قريتي .
ذهبت للمستشفي وعرفت من شئون العاملين اني هستلم شغلي عامل في المشرحة .
بصراحة الخبر وقع عليا كالصاعقة .اټصدمت جدا وكلمت مسئول شئون العاملين ان عملي يكون في اي قسم اخر في المستشفي .
فهناك الكثيرين كانوا في بداية عملهم يملؤهم الخۏف والړعب مثلي واكثر ولكن شعورهم بالخۏف مع الوقت والتعود تلاشي .
ذهبت مع المسئول لاستلم اليونيفورم الخاص بالمستشفي ثم ذهب معي الي عم عثمان المسئول عن المشرحة .
سكون شديد يملأ المكان وائحة المۏت تفوح من كل مكان .
كان يجلس علي كرسي امام باب المشرحة المغلق وبجواره راديو صغير يخرج منه صوت القرأن الكريم .
قام مسئول شئون العاملين بتقديمي لعم عثمان وقال له هاني زميلك الجديد يا عم عثمان مكان عصام الله يرحمه .خلي بالك منه زي ابنك وعلمه الشغل .وعاوزينه يفهم الشغل بسرعة .
عم عثمان جاب كرسي وحطه جنبه وقالي تعالي يابني اقعد هو انت هتفضل واقف
.قولي بئه انت اسمك ايه
اسمي هاني .
اهلا يا هاني يا بني .انا بقه عمك عثمان عندي ٥٩ سنة وكلها كام شهر واخرج معاش .انا شغال هنا بقالي اكتر من ٢٥ سنة .وحافظ المستشفي شبر شبر .والمشرحة دي كمان حافظها شبر شبر .مفيش حاجة هنا معرفهاش .ودكاترة المستشفي اغلبهم اشتغلوا هنا وانا موجود وعارفهم واحد واحد .
.قولي بقه عندك كام سنة يا هاني يابني كلمني عن نفسك شوية علشان نتعرف .
انا اسمي هاني وعندي ٢٦ سنة .والدي الله يرحمه كان فلاح بسيط .خرجت من المدرسة بعد الاعدادية عشان مصاريفي انا واخواتي كانت كتير عليه
.خرجت من المدرسة واشتغلت لحد ما دخلت الجيش و بعد الجيش ذاكرت واخدت ثانوية عامة ودخلت كلية حقوق وانا دلوقتي في سنة اولي كلية. وما صدقت ان الاقي وظيفة تساعدني علي المعيشة واني اكمل كليتي .
كنت عاوز اسألك عن حاجة ياعم عثمان .
اتقضل يا بني .
مين عصام اللي كان شغال مكاني وماټ ازاي يعني ماټ هنا في المستشفي
متشغلش بالك يا هاني يابني ركز بس انت في شغلك ومذاكرتك .
شغلك عبارة عن انك بتجهز الغرفة وتنضفها كويس قبل اي حالة لما تدخل .ولما بتيجي الحالة بتاخد انت الترول وتدخلها الغرفة وترفع الحالة من الترول علي الشيزلونج اللي الدكتور بيشتغل عليه وبعد الدكتور ما يخلص بتاخد الحالة وتغسلها وتدخلها التلاجة لحد ما اهل الحالة ييجوا يستلموها وترجع تنضف الغرفة من الډم .بس كده .
وانا مواعيد شغلي ايه
احنا ٣ عمال في ٣ شفتات صباحية ومسائية وليلية انا بستلم من٧ الصبح ل ٣ العصر وانت هتستلم ٣ العصر ١١ بالليل ومسعود زميلنا هيستلم من ١١ بالليل ل ٧ الصبح .
لبست اليونيفورم وقعدت مع عم عثمان الي ان جاءت حالة .
قمت مع عم عثمان ودخلنا الترول لداخل الغرفة .كانت الحالة في كيس بلاستيك .
عم عثمان فتح الكيس واخرج نه .كانت لشاب في حوالي الثلاثين من العمر .وواضح انه أتي في حاډثة لان اثار الډماء كانت واضحه علي رأسه ووجهه وملابسه .
عم عثمان قالي ارفع الحالة قدامي .
بمجرد ما لمست الچثة ونظرت لأثار الډماء التي عليه شعرت بدوار شديد وغثيان .
عم عثمان قالي لا يا هاني لازم تتعود علي كده .
يا عم عثمان انا مش هقدر اشتغل هنا .
يابني الناس اللي بټموت في حوادث لازم يدخلوا هنا ولازم حد يعمل اللي بنعمله ده علشان الدكتور يكتب تقريره ولو المېت ده له حق يجيله .
يعني عملنا ده حاجة بناخد عليها اجر وثواب .
انا يا عم عثمان الموضوع صعب عليا اوووي .
كلنا كده يا هاني في الاول وبعدين بنتعود تدريجيا .
الساعة ٣ العصر عم عثمان مشي وسلمني المشرحة بعد ما كنت اتعلمت منه كل حاجة في اليوم ده اثناء عمله في حالتين دخولوا وانا موجود .
كنت قاعد لوحدي وخاېف من كل