الجمعة 27 ديسمبر 2024

امرأة لا تخشي الوداع للكاتبة مروة احمد

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

في
ذهني حتى تلك اللحظةولكنك يا جدتي لم
تعريف أنني كبرت كثيرا اآلن وأدركت ماذا تعنى
تلك اللحظاتأدركت أننا فقط لحظاتلحظات
أمل لحظات لقاء لحظات الم لحظات اشتياق
لحظات حب لحظات صمت بها اكثر الكلمات
حاجة أن تقالولحظات حيرةلحظات سعادة.
أدركت يا جدتي أن نهايات القصص توجد
في الحكايات فقطوأن قصصنا نهايتها دائما
مفتوحة على بداية أخرى في مكان أخرونحن
فقط من نقيد أنفسنا في سيناريو واحد ال نرى
البراح في سواهأدركت يا جدتي أننا نخشي
القيود تماما كما قلتى ومع ذلك نقيد أنفسنا
بما شعرنا أنه سيمنحنا الحرية يوما ماكنت
أتمنى وجودك يا جدتي معى في هذه األيام
حتى أحكي لك عما وصلت إليه وأسألك ماذا
أفعل في كل ما أمر به من لحظات نعم يا
جدتي أشعر بذلك الشوق الذي ال يهدأاشعر
أيضا بالخوفوالرفض أحيانااشعر بالڠضب
والحبأشعر بمزيج من المشاعر للكثير من
اللحظاتال أعلم أيضا أين تذهب قوة قلبي
هل كبرت يا جدتي إلى هذه الدرجة لماذا
قلبي يتأثر بكل شيء اخبريني يا جدتي لماذا
يتأثر قلبي بكل شيء لماذا أرى خيوطا بيضاء
تلون أجزاء من شعرى تمنيت في هذه اللحظة
يا جدتي أنني كنت سألتك كثيرا عن كل شيء
اختبرته بالحياة ..يا ليتني سألتك يا جدتي عن كل لحظات العمر.
تشابك الطرقات
أنا أيضا استوقفني العنوان مثلكم تماما
ولكن تختلف هذه القصة من حيث موقع هذه
الشوارع وماهية تلك الطرقات..
كانت السماء تميل إلى الغيوم ظهرا في أحد
أيام نوفمبر الهادئة حين طلبت والدتى أن
انتبه لدورة الغسيل األخيرة حتى يتسنى لها
أن تنجز المهام التي تقوم بها وتتمكن من
نشر الغسيل قبل ان يتغير الجوفي هذه
اللحظة حينما توجهت إلى الغسالة كانت في
مرحلة عصر المالبسنظرت بداخلها فرأيتها
تبدو أنها مقسمة إلى طرقات وسراديب داخلية
سرحت قليا بنطري إلى أن استوقفني ذلك
المشهد حينما رأيت قميصا ملتفا على أحدى
ذراعيه فردة جورببدا لي االمر كأن األخير
تمسك بصديقه حتى ال تجرفه التيارات المائية
وقد أعجبت بهذا الصديق الذي لم يبخل على
جورب صغير بهذا الكمأخذني ذلك المشهد
للمزيد من التساؤالتكم جورب يا ترى تم
إنقاذهم منذ بداية دورة الغسيل وهل استنجد
جميعهم بقطع أخرى طلبا للمساعده أم أكتفوا
بالصمت وهل استجابت لهم قطع المالبس
األخرى أم أنه فقط ذلك القميص الوحيد الذي
مد ذراع المساعدة انتبهت على صوت أمي
وهى تسألنى هل أنهت الغسالة دورتها
أجبتها
نعم لقد انتهت للتو.
أمي
هيا اخرجي منها الغسيل حتى أذهب لوضعه
بالشرفة بدأت بأخراج قطع المالبس ووضعها
في وعاء الغسيل كما تريد أمي ووجدت
فعا ان هناك تشابك بين كم القميص وذلك
الجورب الصغيركما وجدت بعض الفوط
تتمسك بالشراشف الخفيفة ألغطية األسرة..يا
ألهى ما هذا العالم وكيف تسير األمور بينهم
وعلى ماذا أسست قوانينهم
واحذني ذلك لطرقات وشوارع حياتية..
كم مرة تعثر احدهم بالطريق وهب آخرون
إلنقاذه كم مرة أضاع أحدهم الطريق ألنه
لم يجد ذراعا يستند عليه أو يجذبه للخارج..
كنت أظن سابقا أن الدعم هو النصح باستمرار
والتوجيهولكن أدركت اآلن ان الدعم ليس
سوى الذراع المناسب في الوقت المناسب..
الذراع الذي نتمسك به أثناء أعصار الحياة
بأمانال يرفض وال يخزلنا..الدعم هو ما رايته
بين كم القميص والجورب الصغير في طرقات
شوارع دورة الغسيل.
أحببت ريحانه
بداخل غصنها كانت تتمايل زهرة الريحان
برشاقة سعيدة بموقعها المتميز داخل الحديقة
الذي يجعلها تشرف على كل أخبار الحديقة
عن قربلم تخش أبدا زهرة الريحان من اي
زهرة أخرى قد يراها البعض تفوقها جماال ولم
تتمنى أن تكون يسمينا وال فل وال قرنفل وال أى
زهرة أخرىكانت تؤمن أن ما حباها اهلل به من
رائحة ذكيه وقوام مرن يتمايل مع األيام وألوان
ممتزجة من البنفسجي المحبب واألخضر هو ما
تحتاجه بالظبط لتكون جميلة بما يكفى أو
يزيد..
وبينما تستمتع زهرة الريحان بهواء المساء العليل
وبعض أصوات الضفادع الصديقة المستيقظة اثناء
منتصف الليل حين لمحت ذاك الغريب الذي
أتى لليوم الثالث على التوالي إلى الحديقة
يسير وحيدا ثم يجلس بمنتصف الحديقة في
صمت.
قد يكون ممارسا إلحدى فنون التأمل الصامت
أو أتى ليتعافى بالطبيعة من أمر ماولكن ما
زاد من دهشتها توجهه إليها اليوم ليقف عندها
مطيل النظر بهاثم تحدث أخيرا واكنت دهشتها
كبيرة ألنها تعلم أن البشر لم تعتاد التحدث إلى
النباتات.
وما زاد من دهشتها أنها فهمت ما يقوله لها
كيف ذلك هل تجيد الزهرة لغات البشر أم هو
الذي يحدثها بلغة الزهور أم هي لغة أخرى
حديث المشاعر اقتربت وانصتت له حين قال
هل تعلمين أنك كنتى الزهرة المفضلة لزوجتى
على مدار عشرين عاما كاملةكنت اتسائل
ماذا بينكما كانت تأتى لتسقيك وتسعد بنموك
وانباتك ألغصان أكثر وأكثر يوما بعد يوم
كنت أوبخها أحيانا لنزولها في المساء أو في
درجات الحرارة الشديدة أو البرودةواكنت ترد
علي بابتسامتها
عذرا انها الريحانة!!
واآلن بعد رحيلها أوصتني باإلعتناء بككنت
أتى األيام الماضية وأعطيك ظهرى فقد كنت
متذمرا جدافلقد حصلت منها على النصيب
األكبر من األهتمام والرعايةإلى أن جذبني
عطرك اليوم رغما عنىفأجدني على أعتابك
امتثل لرغبتها في العناية بك مها ما هذا
الذي أراه هل يهبط الندى في منتصف الليل
أم هل تبكى الريحانةهل تبكين صديقتك حين
علمتي برحيلها !!يا الهى ما هذا الحب
أنا أيضا أحببتك أيتها الريحانة وأتمنى أن
تمنحيني بعضا من هذا الحب.
أحببت ريحانه
أي شادو
تختار رؤى ظل العيون باهتمام

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات