امرأة لا تخشي الوداع للكاتبة مروة احمد
شديد وتستعمله
بإتقان ومهارة عاليةفهي تؤمن أن ظال
العيون أشد سحرا وتأثيرا على شعور الفتاة
بثقتها وقوتها الذاتية من أي محاضرة عن القوة
والتطويررؤى فتاة جامعية أنيقة في السنة
النهائية من كلية الفنون الجميلةيشهد لها
الجميع بالجمال والثقة والجاذبية والقوةفهي
لم تكن يوما مثل فتيات تلك األيام الالتي
يتمتعن بالدالل والرقةوال يضرها ذلكولكنها
وتفكر بالدراسة والسفر يجب أن تتمتع بالقوة
لذاتها واالحترام ذلك األمر الذي لم يكن يقبله
خطيبها رائدوبالرغم من أنه كان يدرس معها
في نفس القسم إال أنه لم يكن يقتنع بأنها
ستنزل إلى العمل بعد التخرج وممارسة العمل
الجاد األمر الذي أدى لفسخ تلك الخطبة من
شهرين قبل امتحانات الفصل الدراسي األول
الجامعة أمام جميع الزماء ولم يكن ذلك للمرة
األوىلبدأ تعارف رؤى ب رائد منذ 5سنوات
حينما جمعهم سيكشن تصوير واحد ...لفت
انتباهه ثقتها العالية وتركيزها على ضبط عدسات
الكاميرا والتقاط زوايا مبهرة لنفس الشيء الذي
يلتقط له صورا بكل المجهود الذي يبذله وال
يمكن القول انه أكثر من صور عادية لهظل
نفسها للتصوير ولم تلحظه رؤى ابدافهي لم
تبد اهتماما حقيقيا لشيء سوى عدستهابينما
رائد كان في خال شهر قد استحوذت رؤى على
تفكيره تماما خصوصا تلك العينان الساحرتان
المزينتان بظال الجفونعاشت رؤى طفولة
صعبةولدت بدولة الكويت الشقيقة ألسرة
مصرية سافرت في العقود المبرمة في التعاون
اخت تصغرها بعامينوىف البداية كانت حياتهم
مستقرة التحقتا بالمدرسة االبتدائية المشتركة
ثم انتقلت رؤى للمدرسة المتوسطةاإلعدادية
واكن لهما العديد من الصديقات واألصدقاء من
كل الجنسيات إلى أن حدث في ذات يوم ذلك
العدوان على البلد الصغير الهادئ ليستيقظ
الجميع على صباح لم تشرق له شمساتتزاحم
وأصبح خائڤا مشتعالتحجب األدخنة األفق
تأثر منزلهم بهذه الطلقات كما توقف عمل الوالد
ولك ما استطاعوا الوصول إليه هو أقرب معبر
بكثير من الخۏف والجراح حتى عبروا كباقي
الالجئين ثم أرسلتهم تلك الميناء الشقيقة إلى
ميناء مصر بالباخرةاختلفت الحياة تماما بعد
حتى يتعافون من هذه الصدمة جميعابحث
األب عن عمل جديد واضطر أن يقبل بأى عمل
وجده متاحا في ذلك الوقت حتى وهو براتب اقل
بكثير مما كان يحصل عليه في مصر نفسها
قبل السفرادى ذلك إلى بيعه لقطعة أرض كان
يدخرها واشترى بدال منها سيارةتاكس حتى
يستطيع أن يوفر الطلبات العادية لألسرةساعده
على ذلك زوجته سحر المحبة الحنونهفلم
تكن تشكو من غيابه الطويل عن المنزل ولم
تتذمر من سوء الحالكما بحثت عن عمل
بالتدريس ولكن لم تتمكن من االنتظام في
مدرسة حتى ال تترك الفتاتين في هذه الظروف
النفسية العصيبة بمفردهما فلجئت إلى مجموعات
التقوية بالمنزل في مواد العلوم والرياضيات فهي
كانت مثل رؤى ابنتها مهندسة ديكور ولكنها
سافرت ولم تزاول المهنة لم تكن رؤى تفهم
في ذلك الوقت ما حدث لهمولكنها أدركت
أن حياتها اختلفت اختالفا كبيرا وأنها لم تعد
تلك الطفلة المدللة واستطاعت أن تتقبل
ذلك بسبب صبر والدتها وحثهما على تحمل
الظروف الجديدة وعدم الضغط على أبيهما
في متطلبات إضافيةذاكرت رؤى باجتهاد فقد
قررت أنها ستجتهد وتنهى دراستها ثم تسافر
للعمل بأى دولة وقد تعود لمسقط رأسها فهي
لم تنساها ابدافقررت أن تجرب العمل بمكتبة
بجانب دراستها حتى تستطيع أن تساعد نفسها
وأسرتها الصغيرةفكانت منذ الصف األول
الثانوى تنهى مدرستها وتذهب للمكتبه تعلمت
فيها أصول تصوير الورق وطبع النسخ العلمية
واكنت تتقاضى أجرا زهيدا مقابل ما تقوم به
وتذاكر أيضا أثناء وجودها بالمكتبةولكنها
كانت تستعمل هذا األجر الرمزي كمصروف لها
وألختها فريدةفكانت تشعر دوما أنها ابنتها
ويجب أن تحي بشكل أفضل من ذلك بالرغم
أنها تكبرها بعامين فقط كان عملها في تصوير
الورق بالمكتبة بداية لشغفها بالتصويراكتشفت
أن ضبط األوراق حتى تصبح المذكرة في افضل
نسخة لها أمر تحبه بشدهإلى أن جاءت تلك
اللحظة حينما دخل عميل يحمل كاميرة
تصوير فوتوغرافي ليقتنى بعض األوراق البيضاء
كانسون وأقام التلوينحيث دار بينهم هذا
الحوار
رؤى
نعم لدى ما تطلبهولكن هل تسمح لي أن
اجرب تلك الكاميرا الزائر
بالطبع ولكن احترسي ال تضعي أضبعك على
صورتك قابلة
أردت أن تصبح
فتحة التصوير إذا
للتحميض والطباعةالتقطت رؤى اول صورة لها
كانت لبرواز معلق على إحدى ارفف المكتبة
وحين رأها عماد سألها مندهشاأين تعلمت
التصوير أخبرته رؤى أن هذه هي الصورة األوىل
لها
الفصل الثاني لقاء تعارف
أخبرها عماد بعد أن استلم االوراق واأللوانانه
طالبا بالسنة النهائية في الفنون الجميلةوانه
يحصل على تقدير ممتاز كل عام وسيصبح
معيدا في الكلية وان والده لديه استوديو خاص
به وسيعرض هذه الصورة عليه وهو متأكد انها
ستحوز إعجابه مر أسبوع على هذا اللقاء
انشغلت فيه رؤى بمدرستها ودروسها وعملها
بالمكتبة ونسيت تماما كل ما كان بشأن هذا
اللقاء إلى أن وجدت ذات يوم عماد ووالده
يدخلون عليها المكتبة
عماد
هذه رؤى يا أبي صاحبة الصورة التي حدثتك
عنها عماد محدثا رؤىأبي لم يصدق أن هذه
هي أول صورة تلتقطينها وظل طوال األسبوع
يحثني أن أنهى مشاريعي حتى أحضره إلى هنا
اعتذر عن تأخير هذا اللقاء ولكن تعلمين
مشاريع التخرج
رؤى
ال بأسأهال بكميسعدني رؤيتك يا أستاذ.
عماد
جميلوالدى يدعى جميلأسف لم أعرفكم
رؤى
تعرفنا بمن وهل يخفي القمرحضرتك األستاذ
جميل صاحب فروع استوديوهات جميل الشهيرة
جميل
نعم يا بنيتي وأنا هنا