امرأة لا تخشي الوداع للكاتبة مروة احمد
لديك اآلن حتى تلتقطي
لي صورةواعلم أنها ستكون اجمل صورة
التقطت لي على اإلطاق مدت رؤى يدها
للحصول على الكاميرا بيد مرتجفة تكاد تسمع
دقات قلبهاولكنها ركزت على ما تقوم به
.نظرت في عدسة الكاميرا ويدها مقوسة قليا
تدير العدسة يمينا ويسارا بمقدار مللي واحد
حتى تضبط الكادر رفعت إضاءة المكتبة قليا
طلبت من أستاذ جميل أن يكون هادئا مبتسما
يصيح أكشااان التقطت رؤى صورة األستاذ
جميل قبل أن يبدأ هذا األخير بالتململنظر
جميل لصورته داخل الكادر بدهشه حقيقية ثم
ترك الكاميرا وصفق بشدة لرؤى وهو يضحك
قائا
أخيرا حصلت على الصورة التي حلمت بها من
زمان.
ضحكت رؤى بسعادة حقيقيةفهي لم تكن
تتوقع هذا االستحسان لمستواهاكمبتدأة عرض
ولكنها ترددت قليافذلك يعنى أنها ستتنازل
عن اجر المكتبة استفاقت من شرودها على
صوت األستاذ جميل يحدثها
يا رؤى أنا أريدك أن تنضمي إلى فريق
العمل لدى باالستوديو فأنا اختار فريقي من
الموهوبينالتصوير ليس فقط مهنة ولكنه في
األساس موهبة وانت لديك موهبة فائقة وستنمى
من خال التدريب في االستوديوواختيارى
تحظى بهذا التوسع على مدار السنوات الماضية
رؤى
ال يمكن ألحد أن يرفض مثل هذا العرض وهذه
الثقة يا أستاذي ولكن اقصد لكنى..
قاطعها جميل
زلت في سنوات
نعم اعلم يا بنتى انك ما
الدراسة وبالتأكيد لديك التزامات بمذاكرتك
والتزامات مادية أيضاوانا اضمن لك راتبا منذ
بداية تدريبك معنا ..كما أن وقتك باالستوديو
وسنعوض الفارق في اإلجازات اعترض عماد
صائحامنذ متى يا أبي وانت تتعامل بمبدأ
الخيار والفاقوسأنا ابنك لم احصل على ربع
هذا العرضصدقيني يا رؤى أنا أعمل عنده
مجانا منذ زمن بعيدصاح األب ال تصدقيه
أوال هو ال يعمل عندي هو يمارس شغفه في
االستوديوثم أنه حصل على سيارة جيدة يحلم
بها أي شاب عند التحاقه بالجامعة ضحك
أن السيارة يا رؤى هي هدية نجاحي في الثانوية
العامة ضحكوا جميعاوأضافت رؤىيبدوا أن
والدك يا عماد يدللك كثيرا زم عماد شفتيه
متصنعا الغضبوهو يزمجر ليتنى لم اعرفكما
ببعضكمالقد تحالفتما علىعموما ساتخرج
هذا العام ألصبح معيدا بالكلية وإذا تخصصت
في التصوير ودرست في كلية الفنون سأثأر
جميعا وغادر عماد ووالده المكتبة بعد االتفاق
مع رؤى انها ستنضم لالستوديو مع بداية األسبوع
القادم .
رجعت رؤى للمنزل تغمرها سعادة كبيرة وتروادها
أحالما سعيدةتشعر انها كمن وجد أخيرا بداية
الطريق.
الفصل الثالث في االستوديو
افاقت رؤى من شرودها حينما اوصلتها سيارة
األجرة امام باب الجامعةوبمجرد دخولها
كان عماد المعيد الصديق بالكلية واقفا مع
مجموعة من زمالئه استأذنهم وبادرها بالتحية
صباح الخيرالباشمهندسة متأخرة ليه وكمان
مكشرة
يبدو أن هناك شيئا يحتاج أن نتحدث بشأنهفال
يمكن أن يكون المصور الوحيد الذي سيصور
فرحى تعيسا بهذا الشكل!! أي حظ هذا!
اتسعت ابتسامة رؤى لسماع خبر فرح عماد
فهي كانت تعلم بقصته المتعبة مع ماريا وكم
الصعوبات التي واجهتهم كشابين في بداية
حياتهماكانت ماريا حب عماد األول واألخير
ولم يستطع أن ينساها طوال الثاث سنوات التي
اضطرها أهلها أن تسافر فيهم وتبتعد عن عماد
ولكن االتصاالت لم تنقطع بينهما حتى عادت
وعاد الود مرة أخرىعماد شاب مجتهد وله
مستقبل مشرق باإلضافة إلصراره وتصميمه على
ما يريدوها هو اآلن يخبرها بموعد الزفاف
أجابت رؤى
أنا في احسن حاالتي اآلن لسماع هذا الخبر
السعيدبلغ العروس مباراكتي وتفرغا لي يوما
حتى أقوم بتصويركما في أماكن مختلفة واعمل
لكم فوتو سيشن الئقا.
عماد
علم وينفذ حضرة الباش مصورة ضحكا سويا
ثم استأذنته حتى ال تتأخر عن محاضرة دكتور
حسن وهو من أقدم المحاضرين بالكليةيعشق
الفن ويحفظ تاريخ الفن اإلسامي كاسمهواكن
يحدثهم عن مشروع تخرجهم قائا
إن الفن اإلسامي ملئ بالفن والزخارف وأريد
مجسماتكم تتحدث بالنيابة عنكم حتى
التصوير أريده أن يكون حيا ينقل شعورا
باألصالة والمعاصرةموعد التسليم بعد أسبوعين
من اآلنبالتوفيق لكم جميعا.
أسبوعين وتتخرج رؤى وتبدأ في ممارسة المهنة
التي تعشقها والحياة العمليه التي إرادتها
لنفسهاوبالرغم من حبها لالستاذ جميل ولكنها
لن تظل حبيسة االستوديوفتصوير برج ايڤل لن
يتم من غرفة تصوير األستاذ جميلوهى لن
تخذل حلمها هي تدين حقا لألستاذ جميل بهذا
الفضلفهو من دلها على شغفها وعلمها الكثير
وعاملها كابنته تماماحتى حينما دخلت الكلية
كان يعيرها أدوات عماد التي لم يعد يستعملها
وأول كاميرا اقتنتها رؤى كانت هدية النجاح من
أستاذ جميل بل أنها ال تنسي صورته التي حمضها
وبروزها ووضعها بمدخل االستوديو فكانت أول
شيء تقع عيناها عليه هي برواز من تصويرها
حينما لمست أقدامها المكانوبذلك فهي ال
تنسي أنه كأبيها تماماحتى أن رائد خطيبها
السابق حينما حدد معاد الخطبة أصرت عليه
أن يأتى معها االستوديو لدعوة األستاذ جميل
فكانت بذلك أول فتاة تخطب من أبين في
نفس الوقتوكم كانت سعادة األستاذ جميل
عظيمه بلقاء والد رؤى األستاذ ناجى المحاسب
بشراكت مدبوىل لصناعة األثاثفقد كان والدها
نموذجا لاب المثالى كما وصفه األستاذ جميل
وقد نشأت صداقة قوية بينهما منذ ذلك اليوم
لم تغب عن عين رؤى أبدا لحظتها األوىل
في استوديو جميل الشهير وهى تلك الفتاة
البسيطة الصغيرة التي جاءت لتتدرب في أشهر
األستوديوهات بمدينتهاقابلت حينها تلك الفتاة
التي كانت تكبرها بخمسة أعوامكانت تتميز
نبع بجمال طبيعي ولكنها كانت تعرف كيف
تظهره ليبدو اقوى وأعمقوهذا أول ما علمته
لرؤىما زالت تتذكر كلماتها
العيون يا