الأحد 29 ديسمبر 2024

امرأة لا تخشي الوداع للكاتبة مروة احمد

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

رؤى تعكس ما نقول وما ال نقولوأن
كنت ستتمرنين على تصوير البورتريه فيجب
عليك اوال أن توىل عيون العماء اهتماما الئقا
ولكن كيف توليهم ذلك االهتمام بدون أن توىل
عيونك أهتماما فاقد الشيء ال يعرف كيف
يعطيه وأخذتها نبع من يدها قائلههيا تعالى
معى في غرفة التصوير ألريك كيف تضعين
ظال العيون.
بعد مرور عشرة دقائقهاأنظرى كيف
أصبحتفتحت رؤى عينيها ببطئ ولم تستطع
للوهلة األوىل أن تصدق أن المرأة تعكس صورتها
هي ..كانت أجمل بكثير مما أعتادت عليه من
نفسهاوللحظة ظلت تبحث بعينيها في الغرفة
علها تجد شخصا أخر معهما تعكس المرأة
صورتها.
ما زل 
ت تذكر ضحكت نبع وهى تؤكد عليها
نعم يا رؤى أنك بهذا الجمال وهذه القوةال
تتخلى أبدا عن سحر عيونك نبع صديقتها التي
منحتها الكثير من الخبرة والثقة في نفسها ويف
هذا المجالهي من أهتمت بعمل التزيين
الكامل لرؤى في تلك الخطبة المنتهية قبل أن
تسافر نبع مع زوجها وتترك مسؤلية األستوديو
كلها على عاتق رؤىاآلن يحتاج األستوديو
إلى رؤى صغيرة جديدة تتمرن على يد رؤى
الحالية قبل أن تقرر ترك األستاذ جميلفهي
تعلم كم الشغل باالستوديو وصحة األستاذ
جميل لم تعد كالسابقفلن تتركه قبل ان يتوفر 
بديل .وهى فرصة أيضا حتى تستطيع مراسلة
الهيئات السياحية الدولية التي تهتم بتصوير
المعالم األثرية وترسل لهم سيرتها الذاتيه إلى
أن تتلقي ردا من أحدهم كما انها تريد أن تحضر
خطوبة أختها على حسام ذلك المحاسب الذي
يعمل تحت أدارة أبيها والذي أعجب بفريدة
منذ أن وقعت عيناه عليها في أحدى األيام
التي زارت فيها مكتب والدها ثم تكرر اللقاء
حينما دعاه ناجى لحضور خطبة ابنته رؤى
واكن هذا اللقاء اطول وتبادال فيه كلمات أكثر
وانتظر حسام حتى أتمت فريدة دراستها الثانوية
والتحقت بكلية األداب قسم األثار الذي تعشقه
وهى اآلن في السنة قبل النهائيةوبالنسبة
إلى رؤى فهي حتى وان أنهت خطبتها مع رائد
وتفكر حاليا في السفر والمستقبل المهني إال
انها لن تقف في طريق سعادة أختها فهي ال
تؤمن بترتيب الكبري والصغرى وقد أنهت مع
أهلها ذلك الحوار وتمسكت برأيها أن ال تأجيل
لخطبة فريدة ألي سبب كانفهي تعلم أن فريدة
أغرمت بحسام أيضا وبينهما توافق كبيركما
أن حسام من أسرة راقية ووالدته تحب فريدة
كابنتها التي لم يساعدها القدر لتنجبهاوبذلك
فهي مطمئنه على أختها في هذه العائلة حياة
رؤى وما مرت به في طفولتها جعلتها دائما
تنظر للمستقبل وتحاول أن تضع خططا مناسبه
له حتى ال تفاجئ مجددا مثلما حدث سالفا
.حتى فسخها لخطبتها من رائد فبرغم حبه
لها الذي كان يتغنى به صباحا ومساءا إال أنه
استعمل ذلك الحب للضغط عليها والحد من
طموحها وتقليل حريتهالم يتفهم أن االختاق
الذي رأه فيها عن باقي الفتيات نابع من ذلك
الشغف الذي يحركها وتلك المسؤولية التي
تحملتها منذ أن كانت طالبة بالمدرسةشعرت
ببعض الحزن واألسي لفسخها لخطوبتهماولكنها
حاولت أقناع رائد مرارا أن يشاركها أحالمها وأن
يجمعهم حلما مهنيا واحدا كما سوف يجمعهم
بيتا واحداواكن ذلك سيحل مشكلتهم المهنية
والعائلية فقد كانت تنوى ان تؤجل السفر حتى
تتوفر فرصة تجمعهما سوياكانت ستكتفي
باستوديو أقل بكثير من أستوديو األستاذ جميل
ويعما هما على توسعته وتطويرهلكن رائد
الغيرة والتحكم اغلق عينيه وقلبهفلم تستطع
إال أن تتركه .وها هي اآلن تعمل على تنفيذ
مشاريع تخرجها وتتحمل مسؤولية االستوديو
وتبحث في جدول مواعيدها عن يوم مناسب
لل فوتو سيشن الخاص بعماد وعروسهكما
تنزل مع فريدة الختيار فستان الخطوبة وتختار
فستان سهره لها فهي أخت العروسكما تابعت
معها تأكيد حجز تصويرها مع أستوديو جميل
ففريدة ليست أقل ممن تصورهم أختها بل في
عينيها هي أجملهنكما تراها رؤى بقلبها بينما
تقوم والدتهما باالتفاق على البوفيه ومتابعة الزي
الخاص بها وحجز بدله والدهم وعمل ديكور
غرفة المعيشة وتحويلها لقاعة مميزة تحتفظ
بهذه الذكريات السعيدة كان الجميع منشغال
بالترتيب والتنظيمولكن هذا المنزل كان
يحتاج هذه الفرحة المجمعةفحتى وان سارت
الحياة مؤخرا بشكل طبيعي وهادئ واستطاع
ناجى ان يحقق تقدما في عمله ليحصل على
منصب مديرا لإدارة الحسابات بالشركة مما
جعله يعين سائقا لسيارته األجرة الذي بدوره
كان ينقل الفتيات من والى الجامعهولكن
الفرحة المجمعة شيء أخر وقد حان موعدها
اآلن ليفرح الجميع ملئ قلوبهم الفصل الرابع
حفل التخرج .
في هذا اليوم المشرق منذ بدايته أستعدت رؤى
وارتدت ثيابها وأكدت على أسرتها اللحاق بها
في تمام الساعة الخامسة في القاعة المقام بها
الحفل بالكلية كما أكدت على عماد وعروسه
واألستاذ جميل حضورهم جميعا.
كان ذلك اليوم بالنسبة لرؤى هو اليوم العالمي
عالمها لتتويج حلمها الذي تعبت من أجله
وانتظرته سنوات..القي العميد كلمته االفتتاحية
ثم بدأ التكريم وتسليم الشهادات والتصوير
سلمت على رائد وباركته وتمنت له حظا جيدا
ثم جاء دورها وتسلمت شهادتها وسط فرحة
ناجى والدها وعمو جميل وعماد وماريا وفريدة
وحسام ووالدتها سحربينما تحاوطها السعادة
من كل جانب وبعد انتهاء الحفل ومباركة
الجميع لها وعند ذهابها للمنزل وهى تتلقي
رسائل التهنئة على بريدها اإللكتروين فتفاجئ
بتلك الرسالة.
مبرووك يا رؤىانتظرت تلك اللحظة منذ وقت
طويلال تتعجبي فأنا أعرفك جيدا وأتابعك منذ
سنوات في صمت ولكن لم تكن الظروف
مناسبة وخصوصا أثناء فترة خطوبتك أو بعد
فسخها مباشرةلذلك كان على أن أنتظر حتى
هذه اللحظة ولن أخف عنك مدى سعادتي
بفسخ تلك الخطبة فقد كان أملى الوحيد أن
يصبح لي مكان في حياتك يوما ما ..اعتذر
لهذه المقدمة بدون أن أعرفك بنفسي إلى اآلن
أنا هشام األخ

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات