روايه الثلاثه يحبونها كامله بقلم شهندا سمير
تبتعد عن سحر عيناه المسلطتان على عينيها وقد لاحظت غفوة الصغير على صدرها لتحمله إلى سريره تمدده عليه وهي تميل على رأسه بحنو يتابعها يحيي إعتدلت وكادت ان
تغادر الحجرة بهدوء متجاهلة وجود يحيي خلفها ليوقفها صوته وهو يقول بهدوء
رحمة إحنا لازم نتكلم
إلتفتت تواجهه تنظر مباشرة إلى عينيه وقد احتلت عينيها البرودة قائلة
بادلها برودها على الفور ببرود كالصقيع إحتل ملامحه ردا على برودة قسماتها وهو يقول
فى حاجات كتير أولهم وصية المرحومة راوية
إتسعت عيناها پصدمة قائلة
أظن مش وقت الكلام ده ولا هنا المكان المناسب كمان ولا إيه أنا أختى لسة مېتة من أيام على فكرة على الأقل سيبنى أحزن
عليها شوية ومثل إنت شوية إنها كانت مراتك وزعلان عليها
مش انا اللى أمثل يارحمة أنا فعلا حزين على راوية لإنها قبل ما
تكون مراتى كانت بنت عمى الطيبة الروح الوحيدة النقية فى عيلة الشناوي كلهم كانت بتدى من غير ماتنتظر أي حاجة فى المقابل غيرها خد ومداش غير الغدر
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
أوجعته دموعها ولكنه أظهر البرود وهو يتأملها بنظرة نعم أنتى من أقصدها بكلامى لتستطرد بصوت يقطر ألما
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة يبقى لازمته إيه الكلام إنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيها وصية راوية هنفذها أكيد مش حبا فيكى لإن الحب كان غلطة حياتى الحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيها مسحتها من قاموسى ومن زمان ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديد بس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنى وبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راوية يبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك
ولو رفضت
إعتدل وهو يهز كتفيه قائلا بلا مبالاة يخفى بها خيبة أمل أحس بها فى أعماقه
رغم إنك وعدتى راوية بالموافقة ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود إلا إن دى حريتك الشخصية عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق إنتى حرة بس بمجرد ما تخرجى مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده أو بأي حد موجود فيه يعنى تنسى إنك من
عقدت رحمة حاجبيها تتساءل فى حيرة عن أي شئ يتحدث وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآن المهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهم لا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناوي هاشم إبن أختها الحبيب آخر من تبقى من أختها يحمل روحها هو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنها لتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة
كالعادة كسبت الجولة دى يايحيي زي ما كسبت جولاتنا زمان بس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتى والمهم مين اللى يكسب فى الآخر
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمة بس إنتى كسبتى الحړب ومن زمان
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها تلك الحقول الخضراء النضرة تشعر بالملل نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب ولكنهم حقا مملون وبسطاء لا تجد راحتها بينهم أبدا ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة زفرت بقوة فحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة لتقول بسخرية
وإنتى يعنى
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك إصبرى وركزى
لتجد صوتا بداخلها يسألها هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابك حتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
مش مهم أي حاجة إمحى يابشرى كل حاجة تانية من دماغك وفكرى بس إزاي تإذى رحمة وتخرجيها من حياتكم بس المرة دى للأبد يابشرى للأبد
لتلتمع عيناها بشړ وهي تبتسم إبتسامة مقيتة تليق بقلب مقيت كقلبها تماما
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ترى ماذا ينقصها لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرة وشرائح البانيه وسلطة الكلو سلو وكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مراد الذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادته لتطير من السعادة وتسرع بإعداد كل ما يحبه أعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مراد الشيش طاووق لتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخ لتتهادى إليها رائحته الذكية وتشعر فجأة بالغثيان وأنها على وشك التقيؤ لتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلق تتساءل ماالذى أصابها اليوم لقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها أنها ربما مصاپة بالبرد رغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلك ولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها له ليصيبها القلق تتساءل هل هي
نفضت افكارها فهذا أمر مستحيل فهي تأخذ إحتياطاتها جيدا لقد كان هذا إتفاقها مع مراد من أول يوم لزواجهما لا أولاد هكذا حذرها وهي وافقت فلم تكن تحبه وقتها وبعد أن أحبته لم تطالبه بتغيير إتفاقهما فهي تدرك أنه لم يعشقها بعد لدرجة أن يريد الإنجاب منها وربما يخشى
على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجاب هي حقا لا تدرى ورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبره لذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيام فالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منها لكن ماذا لووو
ليس
هناك ماذا لوهي ليست حاملولكنها يجب أن تقطع الشك باليقين وتجرى إختبارا للحمل ربما بعد رحيله اليوم ستفعل أما الآن فلتذهب ولتستعد لإستقبال حبيبها الذى تعشقه من كل قلبها مراد
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانة والتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبل حتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معها إختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثر ولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت الإقتراب منه فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج وماج وكاد أن يكسر الباب لتبتعد على الفور خشية منه وتقترب من تلك الفرسة الجميلة الهادئة تقول بنعومة
تعرفى إنتى بتفكرينى بمينبمرجانة كانت شبهك تمام رقيقة وجميلة وحنينة ياترى راحت فين
إنتفضت على صوته الذى قال بصرامة
بعتها
إلتفتت إليه تنظر إلى ملامحه الجامدة
لتقول بهدوء
بعتها ليه
كانت تعرف الإجابة ولكنها بدت وكأنها تهوى تعذيب قلبها تهوى سماع كلماته الچارحة والتى لم يبخل عليها بها وهو يقول
لإنها بتفكرنى بيكى بالأيام اللى عشت فيها معاكى وأنا مخدوع فيكى فاكرك طيبة ورقيقة بس طلعتى فى الآخر خاېنة وغدارة وأكيد هي كانت شبهك وعشان كدة بعت مرجان كمان مكنتش قادر أشوف حزنه عليها بعد ما راحت أصلى فرقتهم عن بعض فرقتهم قبل ما ټخونه وټحرق قلبه زي ما إنتى خونتينى و حرقتى قلبى يارحمة
إستمعت إليه رحمة فى ألم تشعر بطعنات كلماته
فى قلبها حادة كالسکين تقطع مشاعرها وتسبب لها ڼزيفا لا يحتمل ولكنها تمالكت نفسها قائلة فى برود
كل واحد فينا شايف القصة من وجهة نظره ولو انت شايف إنى خنتك وغدرت بيك فصدقنى أنا شايفاك أكتر من كدة كمان الخېانة من وجهة نظرى خېانة عهود ووعود قبل ما تكون خېانة جسد إفتكر عهودك ووعودك هتعرف إنك خنتهم كلهم يا يحيي ياريت مسمعش منك كلام زي ده تانى لو إنت ناوى تنفذ وصية أختى الله يرحمها لإنى ساعتها همشى وأسيب البيت ده هسيب مصر كلها ومش هيهمنى حاجة أبدا
لتمشى من أمامه بإباء ويتابعها هو بعينيه تعجبه قوتها التى ظهرت كجانب آخر من رحمة لم يره من قبل ورغم كلماتها الفارغة والتى لم يفهم منها شيئا بعد إلا أنها أخرسته تماما ليدرك أنه سيتزوجها وسيخضعها له وسيستمتع بكل لحظة رغم الألم الذى يشعر به من ماض بعيد لكنه سيتأكد من عدم تكراره وسيجعلها له وحده وسيمحى الغدر من قاموسها ولو دفع حياته ثمنا لذلك
مد مراد يده وسحب المنديل يمسح به فمه ثم نظر إلى شروق التى تتأمله مبتسمة
تسلم إيديكى ياشروق
إتسعت إبتسامة شروق قائلة
تسلملى ياحبيبى
نظر إلى طبقها الذى لم ينقص منه إلا القليل قائلا
بس إنتى مكلتيش ياشروق
نظرت شروق إلى طبقها بإرتباك قائلة
لأ إزاي أنا كلت بس كنت بنأنأ كدة وأنا بطبخ وعشان كدة مكلتش أوى لما هجوع هبقى أكمل
أومأ برأسه ونهض لتقول شروق بلهفة
رايح فين
ليظهر الحزن بملامحها وهي تستطرد قائلة
إوعى تكون هتمشى بسرعة كدة
إبتسم قائلا
لأ أمشى فين أنا كنت هروح البلكونة على ماتعمليلى فنجان قهوة من إيديكى الحلوين دول أنا قاعد معاكى النهاردة وهبات كمان
إنتفضت شروق واقفة بسعادة وهي قائلة
بجد يا مراد بجد هتعمل كدة
قائلا بإبتسامة
بجد ياشوشو
ليخرجها من محيط ذراعيه قائلا بخبث
ويمكن لو عجبتنى القعدة أقضى يومين معاكى كمان
إتسعت عيناها من الفرحة لتصفق بجذل ثم
إزداد إحمرار وجنتيها لتزداد جمالا فى عينيه وهي تقول بإرتباك
أنا أنا
رفع هامسا أمامها قائلا
إنتى تتاكلى أكل ياشروق
هكون بأعمل إيه بس ما أنا قلتلك رايح أكلك ياشوشو
إحمر وجهها خجلا لتقول بإرتباك خجول
طب إستنى لما ألم السفرة وأعملك القهوة
جعان أوى يا شروق
ليدلف إلى الحجرة ويغلق بابها بقدمه وعلى وجهه إرتسمت ملامح جديدة دون أن يدرى لم يدركها وإنما رأتها شروق بكل وضوح فهي ملامح لا يراها سوى قلب أحب بصدق ملامح عاشق
الفصل التاسع
إقتربت