صحيت بالليل وشوفت ......
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
في نفس الليلة قررت أكسر خۏفي. رجعت الصالة ولأول مرة بصيت في المرايا اللي فيها بتركيز. كنت حاسة إن في حاجة بتشدني. لما قربت أكتر لمحت انعكاس غريب. مش أنا مش أي حد أعرفه... لكنها كانت هي.
كانت واقفة ورايا أقرب من أي مرة قبل كده. بس المرة دي ملامحها كانت أوضح. عيونها مليانة ڠضب وشعرها بيتحرك كأنه مربوط بريح مش موجودة. سمعتها بتقول
وفي اللحظة دي المرايا اتشقت والصوت العالي ملأ الصالة. كل حاجة اتقلبت وحسيت كأن الأرض بتتزلزل. لما حاولت أتحرك لقيت نفسي محپوسة جوا انعكاسي.
نيفين كانت بتصرخ برة
دينا! دينا! ردي عليا!
لكن صوتها كان بعيد جدا. أنا مشيت لورا والانعكاس بدأ يتحرك بشكل مختلف عني. أنا كنت واقفة مكانها وهي كانت بتتحرك نحيايا لحد ما وقفت ووشها قدام وشي تماما.
اللعبة بدأت... ومش هتخلص إلا لما تدفعي التمن.
ثم مدت إيدها نحيايا... وأظلمت الدنيا تماما.
صحيت على صوت نيفين وهي بتصرخ فيا
دينا! فوقي!
كنت ممددة في نص الصالة جسمي تقيل وكأن روحي كانت لسه بتحاول ترجع. لما فتحت عيني لقيت نيفين بټعيط وهي تهزني. سألتها بصوت واهن
إيه اللي حصل
ردت بسرعة
رفعت عيني وبصيت حوالي لكن المرايا كانت متشققة بالكامل كأنها اڼفجرت. كل
حاجة في الصالة كانت مقلوبة. المكان كان بارد بطريقة غير طبيعية وكأن المۏت مر عليه.
حكيت لنيفين اللي شفته وأنا جوا المرايا. عن "هي" وعن كلامها عن التمن. بصتلي وقالت
قررت أرجع لأمي وأضغط عليها. لما شافت حالتي عرفت إن مفيش مفر من الكلام. قعدت قدامي وقالت بصوت متقطع
بعد ما ماټت أختي بابا جاب شيخ يحاول يقفل الموضوع. قالنا إن روحها محپوسة بين عالمين وإنها مش هترتاح إلا لما نوفي بوعد قطعناه... لكن إحنا كنا صغيرين ومش فاهمين.
وعد إيه
أمي بصت للأرض وقالت
وعدناها إنها مش هتتساب لوحدها أبدا... لكن بعد ما ماټت تجاهلنا اللي حصل قفلنا الصالة ونسيناها... أو على الأقل حاولنا ننسى.
الكلام كان منطقي. الروح دي كانت ڠضبانة لأنها اتحبست ولأن وعدها ما تنفذش. لكنها كانت بترى في "أمي" وكنت أنا اللي لازم أوفي الوعد بدلها.
في بيت جدتي المكان كان مهجور وبارد رغم إن الشمس كانت لسه طالعة. كل حاجة كانت مغطاة بالتراب لكن الصالة القديمة كانت سليمة بشكل غريب. المرايا هناك كانت بحجم كبير وشكلها بيلمع كأنها اتنضفت حالا.
لما قربت منها حسيت بنفس البرودة اللي حسيتها قبل كده. ظهرت قدامي في المرايا مرة تانية لكن المرة دي كانت مختلفة. عيونها مليانة ألم أكتر من ڠضب وكأنها بتطلب الرحمة.
قلت بصوت عالي
أنا هنا عشان أنهي ده. قوليلي إزاي أساعدك.
بصتلي وقالت بصوت ضعيف
وعدي... لازم يرجع.
نيفين قالت بصوت واثق
انتي محتاجة طقس تحرير لازم توعديها بنفسك وتوفي.
وقفت قدام المرايا ومديت إيدي. حسيت ببرودة إيديها لما لمستني وقلت بصوت قوي
أنا بوعدك إنك مش هتتباسي لوحدك تاني... هنحكي قصتك ومش هنسيب ذكراك تختفي.
في اللحظة دي المرايا تلمعت بنور قوي وصوتها بدأ يختفي تدريجيا. كانت پتبكي لكن ملامحها بدأت تهدأ. قالت آخر جملة بصوت وديع
شكرا... أخيرا حرة.
ثم اختفت تماما. المرايا كانت زي ما هي لكن انعكاسي كان الوحيد فيها. المكان كله بقى دافي والبيت بقى هادي بشكل غريب.
رجعنا البيت وحكيت لأمي اللي حصل. أمي بكت بحړقة وقالت
أخيرا ارتاحت... وأخيرا أنا كمان ممكن أنام من غير كوابيس.
من يومها ما حصلش حاجة غريبة. وعدناها ووفينا وحسيت كأن روحها فعلا لقت السلام اللي كانت بتدور عليه. لكن كل مرة أبص في مرايا بتفضل الفكرة تلاحقني
هل كل الأرواح الغاضبة بتلاقي نهاية أم في قصص لسه مستنية تتحكي
انتهت .
لو عجبتك القصة فضلا وليس امرا اعمل لايك وقولي رأيك في القصة