الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

السّمّاك والخليفة- قصص بهلول المچنون

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

غيرت أجواء قصر الخليفة يوم العيد حيث الخوان الكثيرة والأطعمة المتعددة والشراب المتنوع
كان كل من يدخل القصر ذلك اليوم يأكل ويشرب ويقضي وطرا بالفرح والسرور وكان الخليفة في تلك الأيام ايام العيد غارقا في غروره وتكبره وهو يعطي وبهب الصلات والأموال الكثيرة لمن يحب ويريد

كان هارون الرشيد جالسا على عرشه وإلى جانبه زوجته زبيدة وهي جالسة أيضا على كرسي مرصع بالجواهر وهما يلعبان الشطرنج وإلى أسفل منهما الخوان والموائد التي ملئت وغاصت بالأطعمة والأشربة الكثيرة والمتنوعة وكان جميع من حضر المجلس في فرح وسرور
وقد حف المجلس خدم كثيرون وفي أيديهم موائد الطعام حتى إذا خلت إحدى تلك الموائد وضعوا اخرى مكانها
دخل بهلول يوم العيد قصر الخليفة فطلب هارون منه الجلوس على مائدة الطعام لكنه رفض وجلس ناحية من المجلس وفي تلك الأثناء دخل البواب فقال يا أمير المؤمنين في الباب سماك يطلب إذن الدخول عليك
أجابه هارون وهو ينظر إلى طاولة الشطرنج ماذا يفعل السماك هنا وما يريد منا فإنه لابد أن يكون الآن على نهر دجلة
قال البواب إنه جاءكم بسمك سمين ويريد أن يصل إلى خدمتكم بنفسه
أجاز هارون للسماك الدخول لأن ذلك اليوم كان عيدا ويدخل فيه الناس على الخليفة يهنئونه به
فلما دخل السماك وقدم ما جاء به من سمك إلى هارون تعجب هارون كثيرا فإنه لم يكن ير قبل ذلك اليوم مثل ذلك السمك
عظم السماك هارون وهو يننظر الأجر على ذلك لينصرف فأمر هارون للسماك بأربعة آلاف درهم أجرا على ذلك السمك
اعترضت زبيدة على المبلغ الذي أعطاه زوجها هارون للسماك وقالت الا تعتقد ان ما اعطيته السماك كان اكتر مما يستحقه!
نظر هارون إلى زبيدة وقال لماذا تعترضين على عطائنا!
أجابته زبيدة إن هذه الايام أيام عيد يأتي فيها الوجوه والأعيان والقادة وأعضاء الدولة وهم يرجون منك الصلات والعطاء 
وها أنت قد أعطيت لهذا السماك مثل هذا المبلغ فانك أن تستطيع أن تعطي أحدهم اقل مما اعطيته السماك وإلا قالوا لم يقم اميرالمؤمنين لنا وزناء بل لسنا عنده بمنزلة سماك
ألهى هارون نفسه بالشطرنج وذهنه مشغول بما قالت زبيدة ولما عرفت زبيدة أن لكلامها وقع في نفس هارون عاودت الكلام فقالت إن الأمير يعلم جيدا أنه لو أراد العطاء بمثل هذا المبلغ لم يتبق في الخزينة شي 
بقي هارون أسير فعله وهو لا يعلم ما يفعل ٠ قال وكيف أستطيع أن استرد ما وهبته فإنك تعلمين أن ذلك يضر بسمعتي
فكرت زبيدة قليلا ثم قالت إن سمح لي أسير المؤمنين أن أفصح بما يختلج في ذهني ونفسى أفصحت به
فأجابها قائلا قولي فإني أحب أ ن أسمع ما تقترحيه 
قالت إدعو السماك واسأله أذكر سمكه أم أنثى
قال هارون فإن أجاب بأنه ذكرا و
 

انت في الصفحة 1 من صفحتين