السّمّاك والخليفة- قصص بهلول المچنون
انت في الصفحة 2 من صفحتين
انثى ما ينفعنا ذلك
قالت إن قال ذكر هو قل انا لا احب الذكور من السمك وإن قال أنثى قل لا أحب الإناث من الاسماك ثم استرجع ما
وهبته اياه بهذه الذريعة
كان بهلول قريبا من الخليفة وزوجته وقد سمع حوارهما فقال ايها الأمير اترك السماك وشأنه ولا يخدعك هذا الكلام
رجع السماك فرحا إلى داره وقد علق على ما أخذه من الدراهم الآمال الطويلة العريضة وانه ماذا يفعل بها وإذا به كذلك حتى نوديمن خلفه أن ارجع إلى القصر فإن الأمير أمر باحضارك
نعم أيها الاصدقاء حضر السماك بين يدي الخليفة فسأله بما اقترحته عليه زبيدة فقال هل السمك الذي اصطدته من الذكور أم من الإناث
اقرب في هذه اللحظات بهلول من السماك وهمس اليه بكلمات لم يسمعها أحد غير السماك ثم انصرف عنه وقال إن هذا السمك لا من الذكور ولا من الإناث إنه من الخناثى
تعجب هارون من جواب السماك وبقي مبهوتا لما أعجبه من ذكاء السماك فأراد أن ينتهز الفرصة في إستهان زوجته فقال للسماك أحسنت أحسنت بما أجبت ثم أمر له بأربعة آلاف درهم أخرى
فرأته زبيدة وقالت لزوجها انظر جشع هذا السماك بيده ثمانية آلاف درهم ومع ذلك لا يتمكن من التجاوز عن درهم واحد منها
قال بهلول لهارون اتركه وشأنه فلم يعر لكلام بهلول أهمية وتغافل عنه كأنه لم يسمع شيئا وأمر بإحضار السماك فلما رجع
السماك قال له هارون پغضب بيدك ثمانية آلاف درهم فاذا سقط واحد منها إنحنيت لتأخذه
أحد وجهى هذا الدرهم آيات من الكتاب العزيز وعلى الوجه الآخرمنه اسم أمير المؤمنين فإن تركته داسته الأقدام وكان فى ذلك إهانة لكتاب الله ولاسم أمير المؤمنين
أعجب هارون كلام السماك فأمر له بأربعة اآلاف اخرى ثم نهض من كرسيه وسوى ظهره ثم قال لبهلول يقول الناس بأنك السماك فلم أقبل منك وأخذت بكلام هذه المرأة