روايه ورد بقلم ندا سليمان
بتسمعه باهتمام والابتسامة مافارقتهاش لحد ما فتحية حست بحد جاي فأخدتنا ودخلنا البيت بسرعة لما رجعنا للبنات أزهار كانت غريبة عمرها ماقامت ترقص في فرح لقيتها قايمة ترقص مع البنات كانت مبسوطة أوي كنت فرحانة للفرحة إللي باينة في عيونها بس كان منغص عليا الفرح إحساس خوف جوايا معرفش سببه!
بعد ما روحنا كنت حاسه بأزهار صاحية طول الليل جنبي ماكنتش فاهمة إللي جرالها ولا عارفة أفسر الإحساس إللي يخليها مبسوطة وكلها حيوية ونشاط كده كانت بتمشي في الدار طول النهار تغني وكل ما مراة أبويا تضايقها مش زي العادة مابتردش!
وكإنها بجملتها دي ادت التصريح للقصة عشان تبدأ قصة حب
أزهار وعزت محدش عرفم غيري أنا وفتحية كنا شاهدين على قصتهم لما يجي الصعيد قعدة العصاري إللي كنا بنقعدها سوا في أرضنا بقت بتقعدها معاه في أرض العمدة بعيد عن عيون الناس وأنا فتحية بنراقب المكان من بعيد ولما يرجع القاهرة يبعتلها جوابات فيها من عطره وفتحية بتيجي توصلها وتاخد جواب من أزهار ليه متعطر بريحة الورد البلدي إللي كانت بتحب تحطها كانت بتستنى جواباته زي مابنستنى العيد ولما تقرا حروفه عيونها بتلمع أوي وخدودها تبقى لون الورد وتضحك ضحكة من القلب وتفضل طول الليل نايمة وفي حضنها الجواب أزهار انشغلت عني شوية بس أنا ماكنتش زعلانة ماصدقت أشوفها بتضحك من تاني فكنت ببقى مبسوطة وفرحانة أوي عشانها.
أزهار طول عمرها شاطرة وبتحب تذاكر بس السنة دي غير كل سنة ماكانتش بتقوم من على الكتاب لحظة حتى على الأكل كتابها في إيديها وبتذاكر حبها لعزت خلاها تتمسك بدراستها وحلمها أكتر من الأول خلصت الامتحانات وأزهار مستنية بلهفة كل يوم بيمر في غيابه وغياب حروفه بيزود لهفتها وحنينها...
من اليوم ده أزهار اتبدلت أو دبلت لا بقت بتضحك ولا حتى تبتسم بقت على طول قاعدة في الأوضة لوحدها لا عايزة تشوف حد ولا حد يشوفها حتى الأكل مابقاش بيقعد في معدتها كل يوم أعيط جنبها واتحايل عليها تقولي على إللي صابها فترد عليا بالسكوت ونظرات التيه والخۏف رحت لفتحية واتأكدت منها إن عزت فعلا كان في الصعيد ومشي على طول سألتها يمكن قال لأزهار حاجة وجعتها ولا يمكن سابها وقالها إنه هيتجوز غيرها قالتلي ماتعرفش أي حاجة وجت معايا البيت تطمن على أزهار وتفهم إيه إللي حصل أزهار أول ماشافتها اڼهارت وفضلت تصرخ بحړقة أنا حمدت ربنا إن مراة أبويا يومها كانت عند أهلها عشان ماتشوفش أزهار وهي في الحالة دي فتحية قالتلي أروح أراقب الشارع لحد ماتتكلم معاها وتهديها فضلت قاعدة قدام الباب قلقانة لحد ما خرجت فتحية ووراها أزهار نظرات فتحية قلقتني أكتر سألت رايحين فين فقالتلي أفضل في البيت ولو حد سأل أقول إن أزهار عندها.
فضلت مستنية في الشارع ساعة والتانية والتالتة وعقرب الساعة كإنه عقرب سارح ينهش في قلبي مع كل خطوة ساعة كمان وكنت هتجنن لمحت أزهار ماشية بوهن لوحدها جريت عليها وسندتها قبل ما تقع دخلت أوضتها ومن غير كلام نامت بوضع الجنين ع السرير طول عمري بستمد منها القوة أول مرة أشوفها بالضعف ده!
جسمها كان بيتنفض وبتهمس بكلام مش مفهوم لما قربت منها أوي سمعتها بتنده على أمي بكيت بحړقة وحضنتها وأنا لا عارفة مالها ولا عارفة اتصرف إزاي!
ولا حد في البيت دريان بينا ومراة أبويا بتفسر حالتها الأيام إللي فاتت بإنها ماحلتش في الامتحانات وهتسقط بس أنا قلبي كان بيقولي إن حالتها سببها الليلة إللي طلعت فيها