السبت 28 ديسمبر 2024

روايه ورد بقلم ندا سليمان

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


وتخص أزهار وكل الفلوس إللي حوشتها مع مبلغ ادتهولي فاطمة أخليه معايا كنت مجهزة الحاجة إللي هحتاجها لآخر خطة في الزريبة إللي كانوا حابسين فيها أزهار رحت هناك في نص الليل فكيت البهايم وطلقتها بعدين ولعت في الزريبة وفي بيت جدي وبيت أبويا كنت بتفرج على لسان الڼار وهو بيعلا مع صوت صراخهم وهم قايمين مفزوعين ع الڼار رحت المقاپر ودعت أمي وأزهار ومليت في ازازة تراب من قبرهم ومشيت طلعت ع الطريق أدور على أي عربية تاخدني في طريقها للقاهرة شاورت لأكتر من عربية محدش وقفلي قعدت على جنب أرتاح من الوقفة بصيت حوليا الدنيا ضلمة أوي ورد بتاعة زمان كانت مستحيل تبقى في المكان ده دلوقتي افتكرت ازاي كنت بخاف من الضلمة وماستحملش أذي نملة! الظلم والقهرة قدروا يغيروني قلبي بقى زي الحجر أخدني من شرودي عربية قربت مني ونزل منها واحد أول ما شفته افتكرته كان نفس الظابط إللي لجأتله يوم مۏت أزهار هو كمان افتكرني أول ما شافني وسألني بعمل إيه في وقت متأخر لوحدي ع الطريق قولتله إني عاوزة أروح القاهرة فقالي إنه مسافر أجازة لأهله هناك دلوقتي ولو حابه ممكن يوصلني حسيته نجده من السما لإني كنت عاوزة أمشي من الصعيد في أسرع وقت ركبت معاه وبدأت أول خطوة في حياتي الجديدة..

..
يتبع
7
حسيته نجدة من السما لإني كنت عاوزة أمشي من الصعيد في أسرع وقت شنطتي كانت صغيرة فحطها في شنطة العربية وسط شنطه فتحت الباب إللي ورا لقيت شنط وكراتين وفيه مكان صغير يدوب يكفيني وقبل ما أركب قالي لا من فضلك اركبي قدام عشان الحاجة إللي محطوطة ورا ماتضايقكيش قفلت الباب وركبت قدام لقاني قاعدة منكمشة في الكرسي فقالي اقعدي براحتك المكان واسع هزيت راسي بس فضلت زي ما أنا لسه متوترة وخاېفة.
ساد الصمت دقايق بينا بعدين حب يشغلني عن التوتر فقال سبحان الله إنت أول حد اتعاملت معاه من أهل الصعيد لما جيت وإنت دلوقتي آخر حد ماردتش فشاور على الحاجة إللي ورا وقال خلاص لمېت كل حاجتي ده كان آخر يوم ليا هنا ابتسمت مجاملة وهمست ربنا يوفقك رجعنا تاني للصمت بعدين سأل هو إنت عندك كام سنة اتوترت وهمست ٢٠ ضحك بعدين قالوالحقيقي بصيتله وسكتت فقالي أولا مستحيل تكوني ٢٠ شكلك صغير جدا وبعدين أنا لحد دلوقتي مانستش أي تفصيلة حصلت في اليوم إللي قابلتك فيه أنا فاكر كويس أوي إني سألتك يومها عن سنك وقلت إنك ١٣ سنة يعني دلوقتي ممكن تكوني ١٥ أو ١٦ سنة بالكتير مش كده هزيت راسي وهمست بهدوء ١٦ قال كده تمام أنا فاكر اسمك ورد مش كده هزيت راسي فقال بالمناسبة أنا علي رديت أهلا بيك لاحظ إني مركزة مع واحدة في صورة متعلقة في العربية فقالي وهو مبتسم دي علا سألت مراتك رد هتبقى مراتي إن شاء الله احنا مخطوبين باباها مصمم مفيش جواز غير لما تتخرج باقيلنا سنتين وتنور بيتي الحب كان باين أوي في نبرة صوته ولمعة عيونه وابتسامته ابتسمت وقولتله ربنا يكملكم على خير هي في كلية تجارة قالي لا في اقتصاد وعلوم سياسية بس اشمعنه يعني قلت تجارة تحديدا لقتني ببتسم ابتسامة صافية وتلقائية وأنا بقول أصل أزهار عاوزة تدخل تجارة للحظة نسيت إنها ماټت اختفت ابتسامتي فجأة وهمست بحروف مکسورة قصدي كانت عاوزة تدخلها الله يرحمها همس بحزن الله يرحمها
بعدين حب يغير الموضوع بعد ما حس بحزني فقال وناوية تروحي فين بقى وتعملي إيه في القاهرة جاوبت لسه معرفش اتردد قبل ما يسأل هو إنت هربانة من أهلك ليه قلت بدهشة بس أنا ماقولتش إني هربانة! فقال مش محتاجة ذكاء يعني يا ورد إيه إللي هيخلي واحدة في سنك تسافر لوحدها في نص الليل! ماظنش التصرف ده بعلم أهلك سكت شوية بعدين قلت كانوا عاوزين يجوزوني ڠصب عني لراجل من سن جدي انفعل وقالي امته الناس هتفهم إن الجواز بالذات ماينفعش بالڠصب ثم إنك صغيرة ابتسمت بسخرية وقلت الصغيرة دي متطلقة! ماكنش لاقي حاجة يقولها فسكت بعدين قال طيب ليه مافكرتيش تروحي القسم تبلغي ضحكت بسخرية وبعدين قلت پغضب وكنتوا عملتولي إيه يوم ما لجأتلكم تحموا أزهار ظهر الضيق على وشه ففضل ساكت ومركز في الطريق وأنا كمان فضلت ساكته براقب الطريق لحد ما نعست.
أول ما العربية وقفت صحيت كان النهار بدأ يطلع بصيت حوليا لقيت صحرا فسألت بدهشة هي دي القاهرة! ضحك وقالي لا لسه ماوصلناش بس وقفت عند استراحة نفطر وأرتاح من السواقة شوية أول ما قال نفطر أصوات بطني طلعت تنبهني إني ماكلتش بقالي يومين تقريبا نزلنا الاستراحة وكنت محرجة أختار الأكل فسيبت المهمة دي ليه وأول ما الأكل جه كنت مكسوفة في الأول حس بيا وشاف نظراتي للأكل حب يرفع عني الحرج فقال أعذريني لو لقيتيني باكل بنهم بس حقيقي جعان جدا فخدي راحتك إنت كمان ولو احتجت أي حاجة غير إللي طلبتها قولي هزيت راسي واتشجعت لما لقيته بدأ ياكل كنت باكل كإني أول مرة أشوف الأكل! 
أكلت لما شبعت بقالي كتير ماوصلتش لإحساس الشبع ده!
ركبنا العربية وكان طول الباقي من الطريقي بيحكي عن خطيبته اللمعة إللي في عينيه واللهفة إللي في صوته فكروني بأزهار وهي بتحكي عن عزت كان بيحكي وأنا مش سامعة الذكريات سرقتني لعالم تاني حس إني مش مركزة معاه بصلي فشاف دموعي سألني بقلق بټعيطي ليه اتفاجئت إني بعيط من غير ما أحس دموعي نزلت بلا استئذان! مسحتها وسكتت فهم إن كلامه فكرني بۏجع فسكت هو كمان لحد ما وصلنا القاهرة قالي بابتسامة هي دي بقى يا ستي القاهرة انتبهت من شرودي وفتحت الشباك بلهفة غمضت عيوني واستسلمت لنسمة الهوا تصافح خدودي ابتسمت وأنا بفتكر وصف أزهار للقاهرة جميلة زي ما وصفتها وقفنا في زحمة مرور فسمعت في وداني صوتها وهي بتقولي بس أوحش حاجة فيها زحمتها ابتسمت وأنا بهمس ماكنتش متخيلة الزحمة كده يا أزهار افتكر إني بكلمه فسألني بتقولي حاجة همست ب لا فسألني أوصلك فين قولتله على عنوان بيتنا القديم إللي كانت أزهار قيلالي عليه وصلني وسألني لو محتاجة حاجة بعدين سابلي رقم بيته عشان لو احتجت أي حاجة أو معرفتش أتصرف لوحدي في القاهرة شكرته وودعته.
وبعد ما العربية مشيت اتفرجت على المكان بابتسامة حنين كإني عشت هنا رغم إني أول مرة آجي! أنا عشت هنا من حكايات أزهار وتفاصيلها المكان كان مختلف شوية عن حكاويها بس لقيت تفاصيل لسه زي ما حكيتها بصيت للعمارة إللي كانوا ساكنين فيها زي ما وصفتها أزهار بالظبط اتخيلتها وهي بتلعب مع ولاد الجيران قدام بوابة العمارة اتخيلتها وهي بتشتري من كشك عم عصام بصيت ناحية مكان الكشك اللي وصفته ومالقتهوش كإن عدم وجوده بيفكرني إن مفيش حاجة من التفاصيل
 

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات