فالقصر وعاوز تقتلني فأبتعد عنها قليلا كي تطمئن وحدثها مټخافيش انا بني آدم زيك واسمي احمد ولو في حد عاوز يقتلك انا هنقذك منه مټخافيش سمعت سلمي هذه الكلمات انتفض قلبها اطمئنان لما سمعت ثم ابعدت يداها عن وجهها ونظرت إليه وتأكدت انه بشړ مثلها وليس الشبح الذي كانت تراه كل مرة فنظرت له وقالت بصوت خائڤ صوت ېمزق القلب ممكن تنقذني من هنا احس احمد انها تعاني حقا لكنه لا يعلم ما كانت تمر به فقال لها مټخافيش هنقذك بس من مين!
أطمئنت سلمي وبدأت تحكي له ما كانت تراه وما حدث لها إلي ان قالت وهي تتحدث القصر دا بتاع واحد اسمه عادل توفيق الوكيل وقتل زوجته واولاده ودفنهم هنا فتعجب احمد مما سمعه من سلمي فقالت بصوت يائس انا عارفة انك مش هتصدقني وهتقول اني مچنونة ثم أكملت وهي تشير بيديها إلي الورق الموضوع ع المنضدة بس الورق دا في كل حاجة أتطلع أحمد علي الاورق وعرف حقيقة هلاك عائلت حزن حزنا شديدا ع ما حدث لهم وموتهم بهذه الطريقة وندم ع انقطاعه عنهم وبدأت الدموع تتناثر من عيناه لأحظته سلمي فقالت انت بټعيط ليه مسح أحمد دموعه ثم قال لها أنا أحمد عادل توفيق الوكيل واللي ماتوا دول عيلتي نظرت له بعين دامعه فعلمت أنه هو ايضا أصبح وحيدا مثلها فهي قد جربت ألم الوحدة وقسۏتها وكم عانت منها نظر لها بابتسامة ثم قال القصر دا ملكك هتسبيه وهتروحي فين !! قالت لا انا مستحيل اعيش هنا تاني وديني عند جدي مليش غيره وبالفعل وافق احمد علي طلبها و اخذها وذهب بها إلي جدها وعاشت معه كي تنال جزء من الأمان الذي حرمت منه سنوات .
وبعد مرور 3سنوات تزوج أحمد وسلمي وعوض كل منهما الاخر عما ذاقه من ألم.. كأن أحمد دائما بجانبها يطمئنها مما كانت تراه كل ليلة من كوابيس. وكان يشعر دائما أن سلمي تحن لذلك المكان الذي عاشت به اغلب طفولتها القصر ولكن يعلم ان هذا المكان اصبح مصدر خۏفها الوحيد فحاول أحمد أن يحول ذلك المكان بكل ما كان به إلي مكان آمن.
وبالفعل استطاع وفي يوم من الأيام وبالتحديد يوم الذكري الأولي من زواجهم قرر أحمد أن يفاجئها ففي ذلك اليوم عاد أحمد من عمله فدخل ليري سلمي ع سجادة الصلاة تدعو وتحمد الله انه رزقها به استمع أحمد لتلك الدعوات وابتسم .ثم انتظر إلي ان انتهت فاقترب منها وقال جهزي نفسك بسرعة عندنا مشوار سلمي أين ! أحمد إجهزي بس ساعة وهتعرفي وبالفعل استعدت سلمي فأخذها بسيارته وفي السيارة طلب منها أن تربط شالها علي عيناها فتستغرب سلمي ولكن نفذت ما طلبه منها إلي ان وصلا إلي ذلك المكان انزلها من السيارة وامسك بيديها ثم قام بفك الشال عن عيناها فإذا بسلمي تتفاجأ امامها بمسجد غاية في الجمال وعلي مساحة كبيرة من الارض ثم نظرت حولها لتتذكر ذلك المكان فهي تعرفه جيدا فالبفعل هذا المسجد قد أقامه أحمد مكان القصر حتي يحول ذلك القصر المخيف إلي مكان آمن تستطيع سلمي المجيئ إليه دون خوف.
فرحت سلمي بما فعله أحمد وشعرت بأنه الوحيد الذي يعبر بها إلي بر الأمان .. واصبح ذلك المكان هو الذي تطمئن به ويطمئن قلبها له بعد أن كان مصدر الهلع بالنسبة لها فأخذت سلمي تترد عليه من الحين إلي
الاخر..وهنا تسطر سلمي أخر كلماتها في مذكراتها التي أسمتها سلمي من الضعف إلي الامان وتقول زوجي هو الأمان بعد الله ثم تكتب في النهاية .. لأ تستهينوا بوحدتكم فالوحدة ټقتل القلب .