رواية رائحة المۏت للكاتب عادل عبد الله
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
يا بني تعالي اسندني لحد هناك لاقع وانا ماشية .
كانت السيدة تظهر عليها علامات العجز والتعب .
مسكت يدها ومشينا في اتجاه الحمام وفي الطريق في مكان مظلم توقفت السيدة فجأة نظرت اليها وقلتلها مالك يا ست في حاجة
التفتت الي السيدة ونظرت لي .
نظرت في عينها فوجدت نظرة غيريبة جدا لا استطيع ان احددها ان كانت نظرة ڠضب او حقد او كره او اڼتقام .ولكن نظرتها لي ارعبتني وجعلتني اترك يدها وابعد عنها .
حاولت الافلات منها ولكنني في لمح البصر وجدتها تتحول لعم عثمان !!!!!!
انا بحلم ولا دي حقيقة هي دي ست عجوز ولا عم عثمان ولاعفريت ولا جن هو عم عثمان طلع فعلا روح او شبح ساكن المكان
كل ذلك خطړ في بالي في لحظات ....
صړخت باعلي صوت عندي الحقوووني .الحقوووووووووني . وجدت عم عثمان يمسك بي وبيحاول انه ېخنقني بايديه .
وجدت فرع شجرة ملقي علي الارض .امسكت به وحاولت ان اضربه به ولكني كلما حاولت ان اضربه به لا اجده امامي الټفت خلفي اجده .
فتحت عنيا لقيت نفسي نايم علي سرير في المستشفي وحولي سيدة كبيرة وممرضة .
انا فين وانتو مين
رديت عليا السيدة الكبيرة في العمر وقالت لي حمدلله علي سلامتك يا بني .
قلتلها الله يسلمك يا حجة .انتي مين
قلتلها امي !!!!!!
هاني مين !!!!!!
قامت السيدة وناديت الاطباء وقالت لهم اني لم اتعرف عليها .
جائي طبيب وبدأ يتكلم معي ويسألني بعض الاسئلة .
في النهاية قال الطبيب اني حدث لي فقدان ذاكرة وانه هيعمل اشعة ليتعرف علي السبب ومعرفة اذا كان ممكن تعود لي ذاكرتي و مدة ذلك .
انا كنت ناسي كل حاجة ومش فاكر حتي اسمي ولا فاكر امي ولا اخواتي ولا اي حد .
كأني لسة مولود مفيش اي شئ في ذاكرتي نهائي .
جاء لي حسن السواق لزيارتي ولكني مش عرفته نهائي .حسن حاول يفكرني بنفسه وباللي حصل في الليلة المشئومة اللي فقدت فيها الذاكرة .
حسن حكي لي كل اللي حصل معايا ومعاه لحد ما تركني وعندما سمع صوتي صړاخي واستغاثتي جري الي بسرعة ووجدني ملقي علي الارض وراسي ټنزف بشدة .قام حسن ونادي للعاملين واخدوني علي الاستقبال وعملوا لي الاسعافات .ولكني كنت في غيبوبة فقام الاطباء بحجزي حتي الاطمئنان علي حالتي .
لما حكي لي حسن السواق الكلام ده انا اندهشت من كلامه وكنت شاكك ان كلامه غير صحيح .
خرجت بعدها من المستشفي وكان من المفترض ان اعود لعملي مرة اخري
الحلقة الاخيرة
لما حكي لي حسن السواق ما حدث لي انا اندهشت من كلامه وكنت شاكك ان كلامه غير صحيح .
خرجت بعدها من المستشفي وكان من المفترض ان اعود لعملي مرة اخري .
اخدت راحة في منزلي الذي لا اعلم عنه شئ وجلست مع امي واخواتي وزارني الاهل والاقارب وانا لا اعرف اي احد منهم .وكأني شخص غريب يشاهد فيلم لا يعرف احدا من ابطاله .
كل يوم كان يجلس معي بعضهم يحكوا لي قصص ومواقف لعل ذاكرتي تعود لي ولكن دون جدوي .
حتي جائني حسن السواق في يوم وقال لي ان اجازتي انتهت واني لابد ان اعود لعملي حتي لا يتم فصلي .
وبالفعل عودت الي العمل وانا غير مقتنع بانه عملي الذي اقوم به .
ولكنهم نقلوني للوردية الصباحية لظروفي الصحية والعصبية .
عندما عدت الي عملي لم اتذكر شئ وكان كل زميل يأتي لي ليطمئن علي حالتي يجلس معي محاولا تذكيري باشياء لم اتذكر منها اي شئ .
مرت فترة كنت منتظم فيها علي الادوية وتمارين الذاكرة ولكني لم اتذكر اي شئ .كل ما كان يحدث هو شعوري احيانا بصداع شديد كل فترة واشاهد بعض الخيالات الضعيفة جدا والتي من الصعب تحديد معالمها .
كان دائما يأتيني الشعور بالصداع مع سماع صوت سيارة الاسعاف .ومع رؤية الډماء .
وعدت الايام والاسابيع حتي جاء يوم وتم نقلي للشفت الليلي مرة اخري .
عندما علم حسن السواق بذلك كان رأيه اني ارفض حتي لا اتعرض لما
تعرضت له في السابق وحتي لا تسوء حالتي اكثر مما هي عليه .
ولكن الادارة اصرت علي نقلي لليل .
بالفعل تم نقلي للشفت الليلي . وكان حسن السواق يأتي يجلس معي في اوقات فراغنا .ويتكلم معي فيما كان يحدث ويسألني هل الاحظ شئ غريب خلال عملي .
جاوبت عليه اني لم الاحظ اي شئ غريب .
سألت حسن السواق عن عم عثمان وحكايتة اللي حكاها لي ولم اتذكرها .وعرفت منه ان الحقيقة اظهرت ان لم يعمل احد بالمستشفي بهذا الاسم ولم يعلم بهذا الاسم الا اشخاص معدودين و ان عامل المشرحة والمسئول عنها عم مجدي وهو رجل في نهاية الاربعينات من عمره ولكن عم عثمان كان يظهر بصورة رجل عجوز علي جسد عم مجدي ولم يراه بهذه الصورة الا اشخاص معدودين .
وان شبح عم عثمان هو لشخص اتي مېت في حاډثة منذ اكثر من ٢٥ عام واستمرت جثته بالمشرحة لفترة حتي تعرف عليه ذويه .
وان منذ اليوم المشئوم الذي فقدت فيه الذاكرة لم يظهر مرة اخري واختفي نهائيا .
بعد هذا الكلام تركني حسن السواق ودخل لينام ساعة قبل الفجر كما هو معتاد ان يفعل وجلست وحدي افكر في كلامه الذي لم اقتنع او اتذكر كلمه منه .
وبعد مرور ربع ساعة وكان الوقت قبل الفجر بقليل سمعت اصوات حركة من اتجاه المشرحة ثم سمعت اصوات صړاخ عالية جدا من اكثر من شخص .
ارتعد جسمي ړعبا ثم وجدث جراج سيارة الاسعاف يضاء بالانوار وهو مغلق ثم تخرج سيارة الاسعاف مسرعة بعد ان تطايرت الاقفال والجنازير من عليه .
هنا شعرت بصداع شديد جدا ودوار حتي سقطت علي الارض فاقد الوعي .
فتحت عنيا وجدت نفسي في المستشفي وحولي الاطباء وقد عاد لي الوعي بصعوبة فقد ظللت فاقدا للوعي لعدة ساعات .
حينما عاد لي الوعي تذكرت كل شئ وعادت لي الذاكرة وعرفت كل من حولي وجلست اسمع منهم ما حدث لي اثناء فقداني للذاكرة .
وعرفت ايضا ان ما حدث في المرة الاخيرة كان غير حقيقي وكان بترتيب من الطبيب المعالج لي الذي كان متعاطف معي جدا ويعاملني كأبن له مع بعض العاملين بالمستشفي حتي يضعوني في ظروف مشابهه للظروف التي فقدت فيها الذاكرة .
وقد نجحت خطتهم في ارجاع الذاكرة لي .
حينما عادت لي الذاكرة قال لي حسن السواق دلوقتي بقه يا هاني ترجع شغلك وانت مطمن خلاص كل الحاجات الغريبة اللي كانت بتحصل انتهت .
قلت له لا والله ما يحصل ابدا انا خلاص حرررررمت وهشوفلي شغلانة تانية .وضحكت انا وحسن وقدمت استقالتي وانتهت حكايتي الي هنا .
انتهت.